انطلاق فعاليات مهرجان الأسماك الأول بمركز القحمة    «الإحصاء»: ارتفاع مؤشر الأنشطة النفطية 3.8%.. و«غير النفطية» 2.4%    فن "صناعة الأبواب والنقوش الجصية" لا زال حاضرًا في الذاكرة    استشهاد 19 فلسطينيًا في غزة    «كارثة كاليفورنيا» تلغي رحلة بايدن.. الأخيرة    انطلاق الجولة ال14 من دوري روشن السعودي للمحترفين.. اليوم    النفط يهبط مع مخاوف الطلب وارتفاع الدولار والتركيز على سياسات الطاقة القادمة    افتتاح شارع الخليفة عمر بن الخطاب بالدمام    مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية ال8 لمساعدة الشعب السوري    إطلاق كائنات مهددة بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله    وفاة رجل بسرطان من تبرُّع.. هل تنتقل الأمراض النادرة عبر عمليات الزرع ؟    وزير الخارجية يبحث المستجدات مع نظيريه الإسباني والبريطاني    نائب أمير تبوك يطلع على مؤشرات أداء الخدمات الصحية    تدشين مشروع مراقبة وضبط مخالفات مصادر المياه واستخداماتها    المحاولة ال13.. هل ينجح لبنان اليوم ؟    مشعبي يطالب بإيقاف أفراح «الكأس» والتركيز على «الدوري»    15 ظاهرة جويّة حادّة شهدها العام 2024    الرماح والمغيرة يمثلان السعودية في رالي داكار 2025    أمير القصيم يتسلم التقرير الختامي لفعالية "أطايب الرس"    النقش على الحجر    وزير الطاقة ونظيره الهيليني يترأسان اجتماعات الدورة الأولى للجنة الطاقة بمجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي الهيليني    من أنا ؟ سؤال مجرد    الأردن: السجن ل 3 متهمين في قضية «حج الزيارة»    الاتحاد يصطدم بالشباب.. والقادسية يواجه الرائد    هوبال    ولي العهد عنوان المجد    ما ينفع لا ما يُعجب    رابطة العالم الإسلامي تُدين وترفض خريطة إسرائيلية مزعومة تضم أجزاءً من الأردن ولبنان وسوريا    345.818 حالة إسعافية باشرها "هلال مكة" 2024    تعزيز التعاون السياحي السعودي - الصيني    بلدية محافظة الشماسية تكرّم متقاعديها تقديرًا لعطائهم    أمانة مكة تعالج الآثار الناتجة عن الحالة المطرية    بيئة الجوف تنفّذ 2703 زيارات تفتيشية    أمير المدينة يرعى المسابقة القرآنية    طالبات من دول العالم يطلعن على جهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف    برشلونة يتأهّل لنهائي كأس السوبر الإسباني على حساب أتليتيك بلباو    67 % ضعف دعم الإدارة لسلامة المرضى    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة ينجح في استئصال جزء من القولون مصاب بورم سرطاني بفتحة واحدة    2.1 مليون مستفيد في مستشفى الملك خالد بالخرج    قطاع ومستشفى تنومة يُفعّل حملة "التوعية باللعب الالكتروني الصحي"    الاتحاد والهلال    الاتحاد يوافق على إعارة "حاجي" ل"الرياض" حتى نهاية الموسم    أمير المدينة يطلع على مشاريع تنموية بقيمة 100 مليون ريال    تحرير الوعي العربي أصعب من تحرير فلسطين    التأبين أمر مجهد    قصة أغرب سارق دجاج في العالم    إنتاج السمن البري    أسرتا الربيعان والعقيلي تزفان محمد لعش الزوجية    دكتور فارس باعوض في القفص الذهبي    على شاطئ أبحر في جدة .. آل بن مرضاح المري وآل الزهراني يحتفلون بقعد قران عبدالله    المملكة تتصدر حجم الاستثمار الجريء في عام 2024    عناية الدولة السعودية واهتمامها بالكِتاب والسُّنَّة    المنتخب الجيد!    اطلع على إنجازات معهد ريادة الأعمال.. أمير المدينة ينوه بدعم القيادة للمنظومة العدلية    مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه    القيادة تعزي رئيس جمهورية الصين الشعبية في ضحايا الزلزال الذي وقع جنوب غرب بلاده    يهرب مخدرات بسبب مسلسل تلفزيوني    أمير المدينة يتفقد محافظة العيص    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما أمر صدام بقتل «الجنين النووي»!
«العراق النووي».. اسرار وخفايا يكشفها ل «الرياض» العالم العراقي نعمان النعيمي:
نشر في الرياض يوم 24 - 01 - 2006

يفند العالم النووي العراقي د. نعمان النعيمي في الحلقة الرابعة والأخيرة من لقائه مع «الرياض» القصة الأمريكية عن شراء العراق يورانيوم من النيجر ويتحدث النعيمي عن أمر صدام بتدمير جميع المعدات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل.
وفيما يلي الجزء الأخير من الحوار:
مصير مجهول:
٭ ذكرت ان البرنامج الوطني النووي العراقي دمر بشكل كبير اثناء عاصفة الصحراء فماذا حل بفريق لجنة الطاقة الذرية او العاملين في PC-3؟
- بعد انتهاء الحرب تفرغنا في هيئة التصنيع العسكري لاعادة اعمار العراق في خطة اطلق عليها صدام حسين ( يعمر الاخيار ما دمره الاشرار) وكانت افضل مجموعة مؤهلة للاعمار هي مجموعة منظمة الطاقة النووية PC-3 وفي 82 ابريل 1991 استطعنا اعادة تشغيل مصافي النفط، وفي يوليو من نفس العام اعدنا الكهرباء للعمل بكامل طاقتها للاستخدام المدني الأهلي، ولكن عندما عاودت المصانع للعمل، اصبح هناك تقنين في استخدام الكهرباء طول فترة الحصار خاصة وان قطع الغيار كانت محظورة على العراق.
٭ بعد انتهاء الحرب وموافقة العراق على قرارات مجلس الامن الخاصة بتدمير اسلحة الدمار الشامل العراقية عن طريق لجان المفتشين، فما هو الدور الذي قمتم به؟
- صدر القرار 786 في ابريل من العام 1991 ووافقت عليه الحكومة العراقية، وبموجب احدى بنود القرار فإن تدمير كافة اسلحة الدمار الشامل العراقية يجب ان يتم بمعرفة الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA واللجنة المهمة الخاصة التابعة للأمم المتحدة UNSCOM وان تقدم هاتان الجهتان تقريرا الى مجلس الامن يفيد ان العراق تخلص من كامل الاسلحة المحظورة عليه استخدامها، ومن ثم يقرر مجلس الامن رفع الحصار او لا، وبالنسبة لي فلم يكن لدي اطلاع واسع على برامج العراق في مجال الاسلحة الكيماوية او الجرثومية (البيولوجية) أما المدفع العملاق فلم اسمع بتفاصيله الا في نهاية التسعينات من القرن الماضي، وكان قد دمر اثناء حرب الخليج، واختصاصي كان في البرنامج الوطني العراقي والذي كان بكل تأكيد سليما بالكامل.
وجاء أمر من حسين كامل للعلماء والقائمين على لجنة الطاقة الذرية العراقية بعدم الاعلان عن مكونات البرنامج النووي، عدا البحوث العادية، ولكن اعضاء اللجنة رفضوا هذا الامر لأن الحكومة العراقية وافقت على مبدأ التفتيش وعمليا فإن البرنامج النووي العراقي قد دمر اثناء الحرب، والتعامل بشفافية مع لجان التفتيش كان من وجهة نظرنا قد يسهم بإنهاء الحصار، وعمليا كان صدام حسين يتعنت على الدوام أمام لجان التفتيش ومجلس الامن، ومن ثم يتنازل امامهم بعد حين الامر الذي جعل الولايات المتحدة تضغط بالمزيد على العراق وتضع امامه العديد من العراقيل لادامة الحصار ثم اطاحة نظامه واحتلال البلد في النهاية.
٭ هل قمتم بإجراء مناورات أو تمويه لتفادي سطوة المفتشين الدوليين؟
- قمنا في موقع (التويثة) بإجراءات التمويه، حيث انطلقت اللجنة فوجدنا أن أهم مبنيين يتوجب إخفاء نشاطهما هو مبنى تجارب الفاصلات الكهرومغناطيسية ومبنى مشاريع تجارب الهندسة الكيميائية، ووجدنا أن تمويه المبنى الأول لم يتطلب كثيرا من العناء فلقد تعرض المبنى الى قصف شديد وتدمير كبير بقنابل وصواريخ الحلفاء خلال فترة عاصفة الصحراء، فما كان علينا إلا نقل الفاصلات الى خارجها وانتزاع جميع خدمات المبنى من مولدات قدرة كهربائية وأجهزة إلكترونية وكابلات نقل القدرة الكهربائية وأسلاك نقل الإشارة الكهربائية الى أجهزة القياس والسيطرة التي نقلت بالكامل الى خارج المبنى، وتم تدمير أنابيب توصيل الفاصلات بمضخات التفريغ التي نقلت بدورها خارج المبنى، ولمزيد من التمويه تولت الجرافات تجميع أنقاض المبنى في كومة كبيرة في داخله ولم ننس أن نترك تحت طبقة خفيفة من تلك الأنقاض جهاز كهرومغناطيسي صغير سبق وأن تم استيراده من الخارج لإجراء تجارب فيزيائية أولية، وحرصنا أن تكون علامة الشركة المجهزة بارزة ومقروءة للمنقب والمفتش عن دليل.
٭ الم يكن هناك امكانية لإخفاء كامل بقايا البرنامج النووي العراقي أو استئنافه سرا حتى تحت الحصار الشديد الذي فرض على العراق؟
-في الواقع لم يكن هذا ممكنا وبحكم تجربتي عندما كنت على رأس اللجنة العراقية لمجابهة فرق التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك فقط ما بين مايو الى تموز 1991، حيث كان استعلاء المفتشين كبيرا الى حد الاهانة، فلم يكن بالامكان اخفاء المعدات الكبيرة المستخدمة في البرنامج النووي العراقي، لذا قام حسين كامل بنقلها واخفائها في مزارع وبساتين خاصة له وذلك على عاتقه، وكانت هذه المواقع مصورة بالكامل بالاقمار الصناعية، وجاء كل من هانز بليكس وكان حينها رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورالف ايكويس رئيس الانسكوم الى بغداد واجبروا القيادة العراقية على السماح للمفتشين بدخول هذه المواقع التابعة لحسين كامل، حيث بينت الصور وجود المعدات، وحينها قام الرئيس صدام حسين باصدار أوامر بتدمير كافة معدات البرنامج النووي وكل شيء متعلق به من دون اشراف لجان المراقبة، ما جعل الاخيرة تنكر معرفتها بالامر وعدم اقرارها بأن العراق تخلص من برنامجه النووية، وكان تصرفا خاطئاً من قبل النظام العراقي السابق وغير منطقي.
القضاء على الجنين نهائيا
٭ متى يمكن تحديد تاريخ وفاة ذلك (الجنين)، البرنامج النووي العراقي، بالكامل وتدميره من قبل المفتشين الدوليين؟
-عندما هرب حسين كامل وأخوه صدام كامل وزوجتاهما بنات صدام حسين وأولادهما الى الاردن في العام 5991 وذلك بعد ان فقد حسين كامل الكثير من سلطاته وصلاحياته وخبا نجمه مع تصاعد نفوذ قصي صدام حسين، كان لديه الكثير من المعلومات بالاضافة الى الاموال التي (سرقها) من هيئة التصنيع العسكري، وبناء على ذلك أمر الرئيس السابق صدام حسين بتسليم كافة الوثائق والبرامج المحوسبة الموجودة لدى العلماء او المستخدمة في البرنامج النووي العراقي للمفتشين من دون الاحتفاظ بنسخ منها، وكان حكم الذي يخفي اي ابحاث او دراسات ذات علاقة في بيته الاعدام، وكان قرار صدام العشوائي هذا والذي حرمنا من الاحتفاظ بمثل هذه الثروة العلمية، مرده تفويت الفرصة على حسين كامل من ان يتقرب للغرب بتسليمه معلومات عن برامج العراق السرية او برامج اسلحة الدمار الشامل التي سلمت هي ايضا بالكامل ودمرت في العام 5991. وجرت عملية تسليم الوثائق الى دائرة الارتباط وهي الجهة المركزية التي على اتصال بالمفتشين وصودر بالتالي كل شيء لدينا من وثائق وخرائط واوراق منسوخة وحتى الكتب والمجلات العلمية.
٭ هل كان المفتشون الدوليون دقيقين وعلى دراية تامة بأسرار البرنامج، وهل كانوا يتجسسون لصالح امريكا واسرائيل ولماذا لم يقروا بعد تسليم كل شيء عام 5991 بأن العراق لم يعد يمتلك اي اسلحة دمار شامل؟
خرجت لجان التفتيش من العراق في ديسمبر 8991 وكان حينها قد كشف سكوت ريتر ان هناك عمليات تجسس تجري من خلال الانسكوم التي ترأسها ريتشارد باتلر، ولم تعد هذه اللجنة ابدا الى العراق بعد ضربة ثعلب الصحراء، وشكل بعدها بعام لجنة الامم المتحدة للرقابة والتفتيش الانموفيك برئاسة هانس بليكس وعادت الى العراق في العام 2002، اما الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقد تسلم اداراتها محمد البرادعي والذي لم يجرؤ لغاية فبراير 3002 ولا حتى الآن للإعلان ان العراق فعليا لم يعد لديه اي برنامج نووي خاص به لأنه على ما يبدو يخاف من امريكا ويرغب بالاحتفاظ بمنصبه وامتيازات ذلك المنصب، حتى ان اللجنة الامريكية التي شكلت بعد احتلال العراق للبحث عن اسلحة الدمار الشامل والتي تكونت من 0041 شخص مختص يكلفون العراق شهريا ملايين الدولارات لم تستطع ايجاد اي من اسلحة الدمار الشامل التي اكد الرئيس الامريكي الحالي جورج بوش وجودها، وحتى عندما استبدل رئيس هذه اللجنة ديفد كي برئيس جديد وهو ريتشارد دولفر، ايضا لم يستطع ايجاد شيء، ولجان التفتيش اثناء الحصار او الاحتلال كانت تستنزف اموال العراق لأن انشطتها كانت تحسم من اموال النفط العراقي والخاسر الوحيد بالطبع هو الشعب.
٭كيف تقيم تعاونكم مع لجنة التفتيش طوال فترة التسعينات وحتى قبيل غزو العراق في 3002، وهل تقيم مدى استجابتهم لتعاونكم الكامل معهم؟
توقف البرنامج النووي العراقي كليا بعد حرب 1991، وكان هناك اصرار من العلماء على التعاون الكامل من اجل التسريع بفك الحصار لأن كل شيء كان مكشوفا عمليا،، وبالنسبة لي فإنني عملت طوال هذه الفترة وتحديدا لغاية 8991 في كتابة التقارير المطلوبة مني للجان التفتيش وكانت هذه التقارير تعد من قبلنا في لجنة الطاقة الذرية العراقية، وآخر هذه التقارير كانت في نوفمبر 2002 قبل صدور القرار 1441، حيث طلب منا اعادة كتابة تقرير شامل لكل التقارير التي كتبت بين 1991 و 8991، وما حصل بعدها لغاية تاريخ صدور القرار، واعلنت الولايات المتحدة ان لا جديد في هذا التقرير في اشارة الى اننا نخفي شيئا علما انه لم يكن يوجد هناك شيء اصلا.
وقد تولى المفتشون الدوليون إجراء تحرٍ شامل وقاسٍ وظالم ولفترة طويلة عن أسلحة ليس لها وجود، وهنا تنطبق عليهم حكمة المثل الصيني : (من الصعب أن تمسك بقط أسود في غرفة مظلمة ولاسيما إذا لم يكن القط هناك)!
أو كما صرح أحد المسئولين العراقيين في حينه حيث قال: يريدون أن نجد لهم غراباً أبيض ولا يوجد في العراق غراب أبيض!!
والمفتشون عندما يئسوا من بحثهم لجأوا الى التنقيب بأدق التفاصيل عن البرامج العراقية السابقة التي تندرج ضمن تصنيفهم لأسلحة الدمار الشامل، على الرغم من أن جميع مكونات تلك البرامج دمرت كاملا سواء جراء العمليات العسكرية أثناء حرب الخليج والتي أطلق عليها عمليات (عاصفة الصحراء) أو في صيف 1991 عندما تحولت قوات الحرس الخاص تدمير ما تبقى منها وبأمر صدام حسين شخصيا، ومن ثم تم تدمير البقية الباقية من أبنية ومكاتب وأثاث وخدمات من قبل لجان التفتيش، ولم يبقَ لدى العراقيين أي شيء من تلك البرامج بما في ذلك نسخ الكتب والتقارير المنشورة دوليا.
يورانيوم النيجر:
٭ اتهمتكم المخابرات الغربية قبل الحرب بأنكم كنتم تستوردون كميات من اليورانيوم من النيجر فما صحة هذه التقارير؟
- لم نشتر بعد 1991 اي غرام واحد من اليورانيوم، لا من النيجر ولا من غير النيجر وكان هذا التقرير الاستخباراتي الذي يحكي قصة يورانيوم النيجر والذي اعدته كما تبين لاحقا عميلة امريكية في السي اي ايه وتدعى فاليري بليم زوجة جوزف ويلسون الذي عارض الحرب على العراق وكان يشغل سابقا منصب سفير أمريكا في العراق، والعارفون بالمسائل النووية سيكتشفون بسهولة رداءة هذا التقرير وعدم دقته، وظهر هذا الأداء لأول مرة ضمن تقرير الوكالة الدولية الى مجلس الأمن ضمن تقريرها، وقد أرسلنا رسالة الى الوكالة في تاريخ يناير عام 3002م رافضين فيها هذا الادعاء ومؤكدين قطعيا أن العراق لم يستورد اليورانيوم بعد عام 0991م بل كان قد استورده في الفترة 0891 - 2891 م من النيجر والبرتغال، فلقد استورد العراق في تلك الفترة من النيجر كمية ما يسمى (كعكة اليورانيوم الصفراء) فوصلت الدفعة الأولى في فبراير عام 1891م وكان مقدارها 731،534 كغم، أما الدفعة الثانية ومقدارها 931،804 كغم، أستلمناها في أغسطس 2891م ولم يبلغ عن الدفعة التالية إذ لم تكن تعليمات الوكالة حينئذ تشترط إبلاغها من مشتريات لهذه المادة.
٭ وما هي حقيقة موضوع أنابيب الألمنيوم التي اتهم العراق بتهريبها، حسبما ورد ايضا في ذات التقرير المخابراتي السابق؟
تبنت الوكالة الدولية الاتهام ذاته في تقريرها الى مجلس الأمن، حيث ذكرت ضمن فقرة (اليورانيوم في أفريقيا) أن الوثيقة البريطانية قد اشارت الى شراء العراق أنابيب ألمنيوم بمواصفات خاصة مما يؤشر على «امكانية استخدامها بصنع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم»، ولكي نظهر الحقيقة أجرينا أستجوابا تلو الآخر للعديد من العراقيين الذين سبق أن عملوا في منشأة نصر العامة أو في منشأة القعقاع العامة التابعتين الى هيئة التصنيع العسكري، والذين يكونون قد تعاملوا مع أنابيب الألمنيوم سابقا أو لاحقا، ورفدنا بما يتذكرونه من معلومات وسرعان ما تبين لنا قصة أنابيب المنيوم كاملة وواضحة وتبين أن قصة هذه الأنابيب تعود الى بدايات عام 5891م عندما كانت الحرب العراقية -الإيرانية في اواسط مدتها، وتم العاقد مع شركة أيطالية لشراء 58 صاروخ جو-أرض نوع ميدوسا، على ان يعمل نصف ذلك العدد بمادة شديدة الانفجار (أج أي) والنصف الثاني بالمادة المتفجرة نوع (بي. أف.أف) وشملت قائمة الشراء ايضا استيراد 001 قاذفة ذات الاثني عشر صاروخا و001 أخرى ذات الأنابيب الستة، ولم تسلم أنابيب الألمنيوم المتبقة من آثار حرب 1991
٭ كعالم عراقي كيف تقيم تجربتك في البرنامج النووي العراقي وهل انت نادم على المشاركة في هذا البرنامج، وما مصير علماء العراق بعد احتلاله من قبل القوات الغازية؟
- لست نادما ابدا لأنني عملت في المشروع الوطني العراقي، وكعالم كنت اخدم بلدي وامتي العربية وليس العراق، وامتلاك الذرة حق مشروع لامتلاك التكنولوجيا والعلم والقوة للدفاع عن النفس، حرمان العراق من هذه التكنولوجيا يحقق هدفا استراتيجيا للغرب، وللأسف فإن حكام العراق اليوم الذين يريدون نزع العراق من عروبته، فانهم لا يقدمون اي حماية لعلماء العراق وكثير منهم ما زال مسجونا كالدكتور همام عبد الخالق رئيس لجنة الطاقة النووية العراقية وامين عام البرنامج الوطني النووي العراقي، كذلك فإن الدكتورة هدى عماش ما زالت معتقلة لأنها عملت في هذا البرنامج، وبالنسبة لرحاب طه العزاوي والتي سميت جرثومة واتهمت بأنها وراء برنامج الاسلحة البيولوجية العراقية فإنها حملت أكبر ما تستحق والاتهامات الموجهة اليها من الغرب ما هي الا محض اكاذيب. وكان هناك اياد خفية وأطراف خارجية عملت على تصفية أكثر من 051 عالما ودكتورا واستاذا عراقيا، وذلك ليس فقط لتدمير العراق وسرقة نفطه وتغيير نظام حاكم فيه، بل لتدمير عقلية الانسان العراقي المنتج والمبدع.
٭ هل ترى رابطة بين تنظيم القاعدة والنظام السابق، وما تردد عن تزويد القاعدة بأسلحة دمار شامل؟
- تسببت أحداث 11 سبتمبر عام 1002م في ازدياد مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية من احتمال استخدام أسلحة الدمار الشامل لضرب مدن أمريكية، وأعلن الرئيس بوش احتمال تسريب هذه الأسلحة الى أيدي الإرهابيين من دول ثلاث أسماها بالدول المارقة، غير أن الرئيس صدام حسين لم يدرك أن بوش جاد في نياته وأنه وآخرين في إدارته يحاولون ربط العراق بأحداث 11 سبتمبر من خلال تعاون أسامة بن لادن مع النظام العراقي، ففي العديد من خطبه كان بوش يحاول أن يضع القيادة العراقية في خانة قيادة القاعدة، أما النقاد والمثقفون في الشرق الأوسط فكانوا على اقتناع بعدم وجود رابط بين هاتين القيادتين لأن السلطة العراقية علمانية في منحاها، بينما القاعدة مجموعة من المتشددين المتطرفين، ولا سيما أن بن لادن كان قد وصف صدام ذات مرة بكونه مسلما مرتدا عن دينه!
وأما عن تزويد تنظيم مثل القاعدة على اسلحة دمار شامل كالبلوتونيوم او اليورانيوم او المواد الجرثومية سواء من العراق او من غيره فهو مسألة غير منطقية لأن مثل هكذا تنظيم أو حتى الدول ايضا فهي بحاجة الى تكنولوجيا معقدة غير متاحة من اجل استخدام هذه الاسلحة.
٭ بعد الاحتلال، هل خضعت للتحقيق من قبل امريكا؟
- المفتشون حققوا معي وفتشوا مكتبي السابق، ولم يجدوا لدى ما أخفيه، وانا كنت واضحا من البداية وقلت أما نرفض كل شي ء أو نعلن كل شيء، وقد أضيف اسمي متأخرا الى الوفد العراقي برئاسة وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي للقاء وفد الأمم المتحدة برئاسة كوفي عنان في نيويورك، وكان الاعتقاد بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تحضر هذا الاجتماع لأن النقاط الرئيسية المتبقية في عملية نزع السلاح كانت في المجالات الكيماوية والبيلوجية وبعض الجوانب الباليستية، وتقع جميع هذه المجالات ضمن مسؤولية الأنموفيك، وبما أن تخصصي كان في المجال النووي، لذا لم أدرج اسمي من ضمن التشكيلة الأولى للوفد.
وصدام حسين هو الذي ادرج اسمي من ضمن قائمة الوفد، وقد غادر الوفد العراقي من مطار عمان للمفاوضات هناك ظنا منا انها تنتهي بليلة وضحاها، لعل الأمر ينتهي بهذا الأمر قبل (خراب البصرة) كما يقال في المثل العراقي!!!
وبعد الاحتلال سمح لي المفتشون الآمريكان بمغادرة العراق، ومنحوني رسالة لعدم التعرض لي والسماح لي للسفر الى الخارج لغرض العلاج، لأن وضعي الصحي ليس على ما يرام، علما بأن اسمي كان موجودا على القوائم السوداء في كثير من منافذ حدود بعض الدول لكوني عالما نوويا شاركت في تأسيس البرنامج النووي العراقي.
٭ اذا ما عرض عليك العمل في احدى الدول العربية من أجل تأسيس برنامج وطني والاستفادة من الخبرات التي لديك في هذا المجال، فهل تقبل ذلك؟
- رغم اعتزازي بخبراتي العلمية وقدرتي العقلية، وانتمائي لأمتي العربية، الا انه لا يوجد حاليا لا في العراق ولا في اي دولة عربية، لا الزمان ولا المكان ولا الامكانات ولا الكوادر التي تتطلب سنين طوال لاعداده من اجل القيام بمثل هذه البرامج النووية في أي دولة عربية كانت، لأن هذا الخيار الآن انتهى في العالم العربي لأن الدول الكبرى لا تسمح به، ودولنا غير مهيئه وليست مستعدة لا علميا ولا تقنيا، والدول الغربية تريد أن تصادر عقولنا من أدمغتناوتمسح ذاكرتنا من كل علم ومعرفة وتفكير بهذا الاتجاه فكيف إذن تسمح لنا بتشييد منشآت وبرامج نووية، وكل قرار هو ابن يومه ولا يمكن (استنساخ) تجربة العراق السابقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.