حينما يكون هناك منجز محلي إيجابي، فإنني أبذل كل جهدي لأسابق زملائي الكتّاب الإشادة به وترسيخه وتعزيزه، لكي لا يكون مجرد حالة طارئة تنتهي بانتهاء إشاداتنا بها والحديث الإعلامي عنها، كما هو في الكثير من المنجزات المحلية. في الشأن المروري، امتدحت مثل الكثير من الكتّاب، مشروع مراقبة السرعة داخل وخارج مدينة الرياض، وذكرت بأنها كانت سبباً رئيساً لإنخفاض عدد الحوادث المرورية التي كانت وراء الأعداد المهولة من الضحايا. لكننا وسط هذه الفرحة الغامرة بهذا الجهد المروري المكثف، لا نزال نرى تجاوزات مستمرة من قبل الشاحنات التي لا تلتزم بمساراتها ولا بالسرعة المحددة لها. وأذكر أنني اتصلت بمدير مكتب مدير المرور، لأبلغه عن شاحنة كانت تسير بسرعة فائقة في الدائري الشرقي وتتجاوز السيارات الصغيرة وكأنها «كامري». إن ظاهرة تجاوزات الشاحنات للأنظمة المرورية بحاجة الى آلية صارمة مثل الآلية المطبقة اليوم على المركبات الصغيرة. وهذا لكي لا نصلح شأناً في اليمين، ونفسد شأناً في اليسار. كما ان هناك أمراً آخر، على القائمين على المرور الالتفات بجدية إليه، وهو هذا الكم الهائل من السيارات المهترئة في شوارعنا التي ينفث العادم من كل جهاتها وبالكاد تسير، مسببة ارباكات وحوادث مرورية وبيئية: أليس من واجب المرور التحفظ على هذه المركبات ومنعها من أذية خلق الله، أم أن شأنها مثل شأن المركبات الثقيلة التي لا تلتزم بتغطية أحمالها من التراب والأحجار وغيرها من الحمولات ، والتي لا يفعل المرور تجاهها أي شيء، أي شيء على الإطلاق.