لم يقتصر أذى الشاحنات الكبيرة على تعطيل طلاب جامعة الملك عبدالعزيز في جدة عن اللحاق بمواعيد محاضراتهم، وتعكير أجوائهم بأدخنتها السامة فحسب، بل أصبحت سرعتها العالية تهددهم بالموت وسحق سياراتهم تحت عجلاتها الضخمة، خاصة في ساعات الذروة، حيث يمنع في الأصل مرورها في تلك الشوارع. وأكد طلاب التقتهم «شمس» أن سائقي تلك الشاحنات لا يلتزمون بأي قواعد مرورية، فهمهم إنجاز مشاويرهم بأي طريقة، الأمر الذي أدى إلى عدد من الحوادث المرورية التي أصابت مجموعة من زملائهم الطلاب. مشيرين إلى أن التجاوزات تبدأ أولا بمخالفة تعليمات المرور بعدم السير داخل المدن أو في بعض الطرق والشوارع في أوقات الذروة، وهي الفترة الصباحية حيث يذهب الموظفون والعمال إلى أعمالهم، والطلاب إلى مدارسهم أو جامعاتهم، وفترة الظهيرة حين يعودون إلى منازلهم، وهي فترة تشهد تكدسا مروريا كبيرا. قلق يومي هذا القلق اليومي جعل الطلاب يحاولون التحايل على الوضع، الذي يسبب لهم قلقا كبيرا يحاولون التحايل عليه بشتى الصور، فبعضهم يبكر بالخروج خشية التعطل أمام الإشارات الضوئية بسبب كثرة الشاحنات المارة في الطرق المؤدية إلى الجامعة، فكما هو معلوم فإن حركة الشاحنة تكون بطيئة جدا عند فتح الإشارة، وتحتاج إلى وقت حتى تنطلق، عندها تكون الإشارة الحمراء قد أضيئت مرة أخرى، ما يعني مزيدا من التعطل. وقال عبدالله لعوش: إن الشاحنات الكبيرة أصبحت مصدرا للقلق اليومي له ولغيره من طلاب الجامعة عند ذهابهم أو خروجهم من الجامعة فسائقوها لا يقدرون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وهم يقودون تلك الشاحنات الكبيرة، وضرورة أن يقودوا بحذر، بل ينحصر همهم في تسليم شحناتهم بأسرع وقت وبأي طريقة من دون حرص منهم على أمن وسلامة شركائهم في الطريق. وتساءل عن عدم ضبط المرور لتلك الشاحنات وفرض العقوبات النظامية بحقهم. وأضاف أن إحدى الشاحنات الضخمة تسببت في إصابة زميله إصابات بليغة جدا كادت تودي بحياته لولا لطف الله، حيث تحولت سيارته بفعل قوة الاصطدام إلى أشلاء، مشيرا إلى أن الحادث وقع نحو الثامنة صباحا وهو وقت يمنع فيه دخول وسير الشاحنات في الشوارع الرئيسية لمدينة جدة. أما محمد غدران فلفت إلى أنه رغم وجود لوحات ولافتات باللغتين العربية والإنجليزية تمنع سائقي السيارات الثقيلة من السير داخل المدن في أوقات الذروة لا سيما فترتي الصباح والظهر، إلا أنهم لا يلتزمون بهذا الأمر، ليس هذا فحسب بل يقودون شاحناتهم بطريقة متهورة جدا من دون أي التزام بأي قواعد مرورية: «بصراحة الشاحنات أصبحت مصدر قلق لجميع طلاب الجامعة لما تسببه من حوادث قاتلة، فليس هناك شيء أكثر رعبا من مرور شاحنة ثقيلة محملة بالحديد بجوار سيارتك الصغيرة في الشوارع الضيقة القريبة من الجامعة». وطالب غدران الجهات المعنية ورجال المرور بتكثيف المراقبة والمتابعة ومنع دخول الشاحنات إلى الطريق والشوارع الرئيسية في أوقات الذورة، وعدم التهاون معهم. حياتنا في خطر وأضاف عبدالمجيد شويل أن الكثير من أنوار الشاحنات غالبا ما تكون مهلكة بسبب ارتفاعها الكبير عن مستوى الأرض، ما يسبب تأثيرا كبيرا على سائقي السيارات الصغيرة في الفترات المسائية. ولفت إلى أن كثيرا من الشاحنات لا تضع سياجا حديديا خفيفا للتخفيف من شدة الاصطدام، لذا يجب على المسؤولين في الجهات المعنية أن يتداركوا هذا الأمر ويضعوا ضوابط لتلك الشاحنات قبل أن تزداد الحوادث المرورية ويكثر ضحاياها. أما مالك الشلح فأكد أن اللوم يقع أولا على أصحاب تلك الشاحنات وليس السائقين فقط، فهم يضاعفون من ساعات عمل السائقين، ما يسبب لهم التعب وعدم التركيز على الطريق وهو أمر لا ينبغي تجاهله، فقيادة الشاحنات الثقيلة لا تقارن بقيادة سيارة صغيرة، لذا يجب أن يحرص سائقوها على الالتزام بالأنظمة المرورية وعلى القيادة بحذر، فالطريق مليء بالسيارات.