أحد الأصدقاء - المدمنين على السفر للمغرب - قال لي ذات يوم: هل لاحظت أن المغاربة نادرا ما يصابون بالبدانة (!) وقبل أن أجيبه سألني مجددا: هل تعرف لماذا!؟ قلت لماذا؟ قال: لأنهم يشربون الشاي الأخضر بكثرة.. حينها لفت انتباهي فقلت مستدركاً: آهااااا، قد يكون كلامك صحيحا لأنني سمعت أيضا أن الصينيين لايصابون بالسمنة لنفس السبب!! فالشاي الأخضر عرف في الصين وشرق آسيا قبل أن يصل للمغرب العربي بقرون طويلة (حيث يطلق عليه هناك التاي أو الأتاي الأخضر).. وقد اكتشف في الصين أولا من خلال شجرة برية لاتخضع أوراقها للتجفيف مثل أنواع الشاي الأخرى (اسمها العلمي Camellia Sinensis). ورغم وجود أكثر من 1100 نوع من الشاي - في الصين وحدها - إلا أن «الأخضر» بالذات مازال يوصف كدواء منذ خمسة آلاف عام. واليوم فقط بدأ العالم يتعرف على الفوائد الصحية لهذا المشروب ويحرص على استهلاكه بكثرة.. ففي أوروبا مثلا ارتفع استهلاك الشاي الخضر بالتدريج لدرجة أصبح مساويا اليوم لاستهلاك الشاي العادي. أما في أمريكا فارتفع استهلاكه بثمانية أضعاف منذ عام 1990 بفضل الهوس المتزايد بالأعشاب الطبية ومضادات الشيخوخة والأكسدة...!!! .. ويحتوي الشاي الأخضر على عناصر طبية فريدة تساعد على مكافحة السرطان وشيخوخة الخلايا وتراكم الدهون في الجسم. ورغم أن هذه العناصر توجد في أطعمة كثيرة إلا أنها تجتمع في الشاي الأخضر بنسبة تفوق أي مادة غذائية أخرى. فبالإضافة الى «خلطة» المعادن والفيتامينات المهمة تضم أوراق الشاي الأخضر عنصرا (يدعى EGCG) يلعب دورا مهما في مكافحة بعض أنواع السرطان.. كما يحتوي الشاي الأخضر على مجموعة زيتية (تدعى اختصارا OPC) اتضحت فائدتها في تأخير الشيخوخة ومكافحة أكسدة الخلايا المضرة.. فقد ثبت أن استهلاكنا الدائم للأوكسجين يسبب على المدى الطويل «تأكسد» الخلايا وإصابتها بالشيخوخة والهرم. وهذه العملية يمكن تشبيها ب «الصدأ» الذي يصيب المعادن بعد فترة طويلة من الجهد والاستعمال.. ونحن أيضا (بعد سنوات طويلة من استهلاك الأوكسجين) تتراكم في أجسامنا أكاسيد وأيونات سالبة تهاجم الخلايا فتقتل بعضها وتصيب الأخرى بالمرض والعجز.. ورغم استحالة ايقاف هذه العملية (مالم نتوقف طبعا عن استنشاق الأوكسجين) إلا أن هناك عناصر غذائية معينة من شأنها تأخير (أو تسريع) هذه العملية ؛ فقد أتضح مثلا أن الاستهلاك المفرط للسكريات والنشويات يسارع في أكسدة الخلايا وظهور علامات الشيخوخة المبكرة، وفي المقابل يحد «الشاي الأخضر» وبعض أنواع الفيتامينات (وتحديدا B وC وE) من هذه العملية بنسبة كبيرة وواضحة!! ولكن للأمانة أشير الى أن معظم الادعاءات المنسوبة للشاي الأخضر لم تخضع لدراسات علمية جادة (تؤكدها أو تنفيها). غير أنها - من جانب آخر - اعتمدت على المراقبة التاريخية الطويلة والتجارب المشتركة بين شعوب العالم.. وتؤكد كتب الطب البديل - المعتمدة على تجارب الشعوب الآسيوية - على فوائد الشاي الأخضر في جوانب صحية كثيرة مثل: - تقوية خلايا الدم البيضاء وزيادة قوة جهاز المناعة ككل. - مقاومة بعض الأورام السرطانية ومنع ظهور خلايا سرطانية جديدة. - تخفيض نسبة الحساسية والمشاكل المصاحبة لمرض السكر. - زيادة نسبة الطاقة والحيوية ومساعدة الجسم على حرق الدهون المخزنة فيه. - تأخير عملية الهرم ومنع علامات الشيخوخة من الوجه والجلد. ... وقبل أن أنسى: ملعقة سكر واحدة (من السكر العادي المكرر) كفيلة بتعطيل كل هذه المحاسن.