تشرفت بحضور حفل تخرج أول دفعة في معهد صحي أهلي. وكانت فرحتي لا توصف لأن الخريجين الشباب، المطرزين بالحماس، كانوا يبدون امتناناً شديداً لمسؤولي المعهد، من أساتذة ومدربين وإداريين، علماً بأن هؤلاء الخريجين دفعوا من جيوبهم رسوم الثلاث سنوات التي درسوها. وطالما هناك امتنان، فهناك من كان يعمل بجد وإخلاص لكي يستحق هذا الامتنان. في هذا المعهد الأهلي، وحسب ما سمعت من المسؤولين تلك الليلة، ومن بعض الطلبة، ثمة رؤية وثمة برامج مدروسة وفق التطبيقات المعتمدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا واليابان. ثمة اعتراف محلي بهذا التخصص الصحي الحديث العهد وببرامجه التي يدرسها طلاب هذا المعهد ويتدربون عليها. ثمة حماس وولاء لدى مدير المعهد والعاملين معه. ثمة احترام للطالب ومراقبة صارمة وغير منحازة له. لذلك فلقد كان الخريجون على موعد جاهز مع فرص عمل مغرية من أكثر من جهة. ولو كان ما يحدث في هذا المعهد الأهلي، هو نفسه الذي يحدث في كل معاهدنا الأهلية، لما وجدنا هذا السخط الكبير من قبل الدارسين فيها، وهذا الندم على السنوات والأموال، وهذه القضايا المرفوعة في ديوان المظالم وفي المحاكم الشرعية. وإذا كانت الجهة التي تدّعي انها تراقب المعاهد الأهلية جادة في ادعاءاتها، فلتذهب إلى هذا المعهد الاستثنائي، ولتسأله لماذا لم يعرّيه طلبته في الصحف، ولماذا لم ترفع عليه قضية، ولماذا الطلبة ممتنون له كل هذا الامتنان؟!