عرض علي محررو «عيادة الرياض» خبراً ورد علي «ب ب سي. كوم» العربية BBC.COM عنوانه «فول الصويا له صلة بالعقم لدى الرجال» طالبين ابداء رأيي الطبي حوله. وهذا الخبر المثير يعود الى دراسة قام بها بعض الباحثين في مستشفى رويال فيكتوريا في بلفاست حول احتمال تسبب فول الصويا للعقم الذكري لما يحتويه من هرمون الاستروجين الانثوي الذي قد يؤثر على الانطاف والاخصاب خصوصاً اذا ما استعمل بكميات كبيرة في الاغذية الجاهزة كالبيتزا مثلاً او اي طعام اخر يضاف اليه ماء ساخن لتجهيزه. ونصحت الدكتورة لوراين ندرسون الرجال بالتقليل من تناول الطعام المجهز واستبداله بالاغذية الطازجة كالفاكهة والخضار وغيرها. وشددت الدكتورة اندرسون احتمال تأثير فول الصويا ليس على الرجال البالغين فحسب بل ايضاً على الاطفال لا سيما انه قد يؤثر على تكوين الجنين وفي المراحل الاولى من الحياة وحتى البلوغ وعلى الحيوانات المنوية ونمو الجهاز التناسلي بكامله مع تعرض الولد الى الاصابة بسرطان الخصية في المستقبل». ورغم اهمية تلك الدراسة الا انها بلا شك ستثير جدلاً حاداً في الاوساط الطبية خصوصاً في اليابان حيث يكون فول الصويا عاملا غذائيا هاما ومنتشرا عند معظم السكان ولم تعرض حتى الآن اية دراسة يابانية تثبت تأثيره على الاخصاب والحمل او تسبب التشوهات في الجهاز التناسلي او انخفاض عدد الحيوانات المنوية او جودتها. وقد يكون السبب ان فول الصويا المستعمل في اليابان طازج عموماً ويختلف عن الذي يستعمل في بقية دول العالم بتجهيز بعض الاطعمة. وعلاوة على ذلك انه من المتفق عليه طبياً ان استعمال الهرمون الانثوي الاستروجين، قد يثبط افراز الهرمونات الضرورية لعملية الانطاف من الوطاء والغدة النخامية مما قد يؤثر على الاخصاب ويسبب العقم عند بعض الرجال خصوصاً انه يؤدي الى انخفاض مزمن وشديد للهرمون الذكري الذي يلعب دوراً اساسياً في الانطاف. ومن التأثيرات السلبية الاخرى على الانطاف التدخين والكحول والمخدرات والستيرويد الاثنائي وبعض المواد الكيميائية لمعالجة السرطان ومبيدات الهوام وبعض الكيماويات الصناعية المستعملة كمذيبات والمداواة بالاشعة. واذا ما اثبتت الاختبارات الاضافية تأثير فول الصويا على الحيوانات المنوية وترابطها بالعقم فان ذلك الاكتشاف واثبات وجوده في الكثير من الاغذية المجهزة والتي نتناولها يومياً قد يفسر بعض حالات العقم الذكري المجهولة الاسباب او بعض التشوهات والآفات في الجهاز التناسلي التي قد تعود الى زيادة تناول الاستروجين، او الهرمون الانثوي، في بعض تلك الاطعمة ويشدد على اهمية تناول الاغذية الطازجة لتفادي التعرض الى الآفات التي عرضها الباحثون في تلك الدراسة. ولكن قبل تقبل نتائجها علينا التقيد بالأسس الطبية المتبعة والمتفق عليها عالمياً في اجراء تلك الابحاث والتي ترتكز على استعمال اختبارات محكمة ومستقبلية وعمياء على شريحة كبيرة من الرجال ومقارنة الذين يتناولون كمية عالية من فول الصويا في اغذيتهم مع هؤلاء الذين لا يستعملونها الا نادراً من حيث جودة الانطاف والاخصاب والحمل والتشوهات التناسلية وحدوث سرطان الخصية وغيرها من الآفات. وذلك يستدعي ابحاثاً عالمية متقدمة في عدة مراكز الابحاث وخصوصاً في الدول التي تستهلك تلك الانواع من التغذية على نطاق واسع. وحتى يتم ذلك علينا تقبل نتائج تلك الدراسة بحذر رغم اهميتها حتى يتسنى لنا اثبات مصداقيتها الطبية الضرورية. وقد تمت دراسة بريطانية حديثة حول تأثير الهرمونات الانثوية وبعض الكيماويات البيئية على سلامة الحمض النووي او ال د.ن.ا داخل الحيوانات المنوية وحول احتمال تأثيرها على انخفاض نسبة الاخصاب عالمياً وتركزت على هرمونين انثوين هما الاسترارايول البينا والهرمون الانثوي النباتي الذي يحتوي على مادة «ديدزين» وغيرها وشملت رجالاً خصيبين وعقيمين وبرهنت تأثيراً عكسياً لتلك الهرمونات على سلامة ال د.ن.ا DNA مما قد يؤثر على الاصابة بالسرطان مستقبلياً والنقل الصحيح للمواد الجينية الى جيل المستقبل اذا ما اثبتت دراسات علمية اضافية تلك النتائج الاولية.