دعاية عالمية بالمجان، تلك ليست مهمة صعبة على الإطلاق، بإمكانك الآن نشر صورتك وترديد اسمك في القنوات الفضائية بطرق سهلة وميسرة، كل ما تحتاجه هو أن تصبح رئيس ناد ثم تعلن مفاوضاتك مع لاعب عالمي و تسرب الخبر بطريقتك الخاصة لوسائل إعلام محددة قادرة على نشره في ظرف قياسي قبل أن تعلن لاحقاً تعثر الصفقة التي (لم تتم) . ما هو الفرق بين مفاوضات إدارة الاتحاد مع اللاعب النيجيري (أوكاتشا) وبين التفاوض (الشهير) مع النجم البرازيلي ريفالدو قبل سنتين، كل ما في الأمر بأن خبر ريفالدو أعلن في مؤتمر صحفي بينما سرب خبر (أوكاتشا) من مسؤولين اتحاديين إلى الصحافة المحلية بطريقة ذكية، أنا هنا لا ألوم صحافتنا الرياضية لأن الخبر صدر من مسؤول اتحادي لكني مازلت مستغرباً وأنا أتأمل وكالات أنباء عالمية لها وضعها التاريخي وأساسيات واضحة خصوصاً في مثل هذه الأخبار حيث لا يتم نشر أخبار التعاقد إلا بعد التوقيع الرسمي غير أن إحدى الوكالات بثت الخبر من مصدرها (داخل السعودية) دون الرجوع إلى المصدر الرسمي القريب من نادي بولتون الإنجليزي الذي لم يشر للصفقة أو حتى للمفاوضات (المزعومة) من خلال موقعه الالكتروني، ويبدو أن لعلاقات الاتحاديين (الخاصة) ببعض الإعلاميين مكنت من بث هذا الخبر عن طريق وكالة أنباء شهيرة ليتم تناقله عالمياً في القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية اعتماداً على خبر الوكالة. الأمر لا يتوقف فقط على اللاعبين الأجانب بل وحتى في لاعبي النادي أنفسهم، هل تتذكرون عرض (ليفربول) للمنتشري عقب نهاية مونديال الأندية، لاحظتم كيف راج الخبر في ظرف دقائق بسيطة ولولا سرعة نفي إدارة ليفربول من خلال المتحدث الرسمي الذي علق بكلمات قصيرة (من حقكم أن تحلموا بأن يحترف لاعبكم في ليفربول) لكان الخبر يتداول حتى اليوم . في رأيي الشخصي أقول بان الصفقات الاتحادية ليست فاشلة ولكنها كانت جميعاً عبارة عن (طُعم) أو بمعنى آخر صفقة وهمية يراد بها ثلاثة أمور، الأول وكما قلت هو إعطاء النادي مزيداً من الصبغة العالمية وترديد اسم النادي و(رئيسه) في أنباء الوكالات العالمية والقنوات الفضائية وتصدر الصفحات الأولى من الصحف وهذا أمرٌ ليس بالهين وهناك من يدفع الملايين لكي يحظى بمثل ذلك والأمر الثاني الذي نلحظه يتكرر كثيراً من جانب الإدارة الاتحادية وهو طرح اسم عالمي بعد الخروج مباشرة من أي بطولة لإسكات الانتقادات الجماهيرية ولعلي هنا أستشهد ببعض الأحداث التي عدت لها من خلال موقع الرياض الالكتروني، ففي 1/1/2004 خرج الفريق من كأس الأمير فيصل بن فهد التي تأهل للقائها الختامي الهلال والاتفاق، بعد الخروج بيومين تم عقد مؤتمر صحفي أعلن فيه الرئيس عن التوقيع مع (ريفالدو) قبل أن ينفي ريفالدو بنفسه من خلال قناة أبو ظبي وقال بأنه لا يعرف شيئاً عن نادي الاتحاد ويؤكد عدم وجود أي مفاوضات، الحادثة الثانية بعد خروج الفريق من مونديال الأندية في نفس اليوم بث خبر احتراف المنتشري في ليفربول وانشغل الجمهور الاتحادي بالتفاوض ونسي الخسارة، الحادثة الثالثة هي الخروج من كأس ولي العهد على يد الأهلي، بعدها بأسبوع أعلن عن التفاوض مع (أوكاتشا)، هذا غيض من فيض. أما الأمر الثالث الذي بدا واضحاً للعيان خلال صفقة اللاعب المغربي (جواد الزاييري) هو طرح أسم عالمي كتضليل أو تمويه للأندية المنافسة حيث يبدو الفريق الاتحادي وكأنه قد أكمل عقد صفقات لاعبيه الأجانب بينما إدارته قد (ظللت) تلك المفاوضات بمتابعة أخبار الأندية المنافسة كالهلال والأهلي ومحاولة خطف أي اسم يطرح على طاولة مفاوضات تلك الأندية. مشكلة الإدارة الاتحادية أنها تريد الظهور بمظهر مثالي و(بريء) وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتم من خلال المعطيات السلبية المتعددة التي ظهرت منها خلال أوقات سابقة، ما الذي يمنع الرئيس من الدخول في تحدي أو مفاوضة اللاعبين ومنافسة الأندية الأخرى بأسلوب ظاهر كما كنا نراه مسبقاً في التنافس الذي كان يتم بين إدارتي النصر والهلال، كانت الأوراق مكشوفة والجميع يشارك في تحد مثير للظفر بالأجانب أمام الكل .في نهاية الأمر لا يمكنك أن تحظى بأي قبول عندما توزع الابتسامات و(تطبخ) بطريقتك الخاصة مسلسلاً كوميدياً بمظلة (الصلح) صباحاً ثم تتحول إلى شخصية أخرى مختلفة تماماً في المساء. [email protected]