في مقالي السابق ذكرت قلة الوعي في آداب أوقات العزاء والبذخ والإسراف اللذين يطلان بفوضويتهما على مراسم العزاء في بعض محافظات منطقة الجنوب إذ عانت بعض الأسر هنا مرارتين: مرارة الفجيعة، ومرارة قلة الوعي والدراية لدى المعزين... والآن قد آن أوان الأمور الأخرى لأن تطل وتلوح فوق الأفق كالواسطة التي أخذت تحلِّق وتعبث بأرق اللحظات وأسعدها وتُكدر بدورها على النساء حاضرات الاعراس فرصة التغنج بالزنية والاستمتاع بالأجواء المبهجة السعيدة، إذ لربما سمح أهل العروس أو العريس لبعض الحميمين المقربين بحمل جوال (الكاميرا) ومُنع منه البعض الآخر بحجة (لا علاقة حميمية ولا ميانه) ما يجعل الحاضرات في حالة تأهب وترقب وحرص لئلا تمر من أمامهن من تخلو روحها من أدنى مبدأ أو شعور بالمسئولية وحياة ضمير، وتعمد لالتقاط صورهن وتشرع ببثها لهذا وذاك أو هذه وتلك!! ومن الفوضى أيضاً خلو أعراسهم من أجهزة البحث عن جوال الكامرا إلا ما قل وقد تستغرب إن وصفت معاناة العروسين وهما متسمران محرجان خجلان وجلان وقد كبتا الكثير من النغمة والغضب والرغبة في الانفجار بالاستغاثة والصراخ. الاستغاثة بالباب أين هو؟! والصراخ بأطفال الحاضرين المجردين من أدنى أدب واحترام، فهم متجمهرون مشاكسون لاعبون مبعثرون متسببون بالضجيج والجلبة وقافزون هنا وهناك غير مدركين حجم المأساة التي قد تتمخض عن هذه الحماقات قد يثير دهشتك إن عرفت مدى التطفل الذي ينتهجه بعض أقارب العروس أو العريس إذ لا يكتفون برفع آيات التهاني وأسماها بل يتبعونهما إلى منزلهما وربما صعد أحدهم ودخل معهما إلى (غرفة نومهما) للتبلغ وللإحاطة بكل ما تحتويه وتتضمنه وإلا .. ما؟! فقد كان بقاؤهما في قاعة الاحتفال به الكثير من الوقت والفرص التي يبث فيها الشعور الممزوج بالسعادة أتُراه ليس بكاف ليتبعانهما إلى وكرهما الخاص؟! فيا للخجل...!!!