نجم يتلألأ في السماء العالية يظهر لمعانه جلياً وسط الظلام الحالك فيبدو ضياؤه يشع بكل نور وأمل فيبعث في النفس طمأنينة وسلاماً.. أينما كنت تسير على ضوء هداه.. ترفع رأسك عالياً لتجده يبرق بشموخ.. لكن.. لحظة! ما هذا؟ سحب رمادية قاتمة تقترب نحوه لقد أرادت تلك السحب القائمة ان تحجب هذا النجم المشع.. اتفقوا جميعاً أن يتوارى النجم خلفهم فهو نجم لامع يسطع بكل علو وافتخار فكروا بأن يطفئوه.. يحجبوه.. يضعفوا نوره ولمعانه فاتفقت السحب سحابة سحابة بأن يتماسكوا بعضهم بجانب بعض بكل عزم وإصرار ومكر ودهاء فاصطفوا وتراصوا بشكل متماسك كثيف فتشبثوا بعضهم ببعض لكي يحجبوا نور النجم اللامع. واختفى ذاك النجم الشامخ خلف السحب القاتمة الرمادية لم يعد النجم يشع ولا يلمع.. لم يبق في السماء سوى تلك السحب الرمادية المتراصة.. ظلام دامس وحالك شديد السواد لم يعد هناك اي بصيص نور لقد توارى النجم تماماً.. فجأة! رياح شديدة تهب وتعصف بكل قورة ومرونة تحاول السحب الرمادية الصمود في مكانها تتظاهر بالتماسك لكن الريح تزأر بشدة فتندفع السحب صاغرة مرغمة وتتفرق.. تمضي بعيداً وتتلاشى تماماً وتتوارى كأنها لم تكن! لم يعد لها اي اثر.. يطل ذلك النجم الشامخ اللامع ويطل نوره وإطلالته البهية من جديد وكأنما هو ثغر من لؤلؤ يبتسم وسط السماء.