الإسلام هو إحدى الديانات الإبراهيمية الموحدة الثلاث وهي اليهودية والمسيحية والإسلام. والإسلام هو نظام عالمي استطاع تحرير الإنسان من سلطة الأرض، وأخضعه فقط لسلطة السماء، واتخذ له شعار "الله أكبر". فالله ليس له أب ولا ولد، وهو غير مشخص لا في ابن ولا في صليب مصنوع او صنم منحوت او كهنوت بشري يحكم فوق الارض باسم الله، والناس في الإسلام متساوون جميعاً، فهم عباد الله. كما ان الإسلام اعترف بالديانات السماوية جميعها، وقد تعايش الإسلام مع مختلف الديانات في المجتمع الإسلامي وغيرهم من اليهود والمشركين، وضمن لهم حقوقهم الدينية والسياسية والاجتماعية في الدستور الذي اعلنه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما استقر في المدينة وسمي بالصحيفة وهو اول دستور مدون في العالم. هذه المقدمة هي اطلالة على اهمية توعية الجاليات الاجنبية - سواء كانت مسلمة او غير مسلمة - بقيمة الإسلام وأهميته ومقارنته بالأديان الاخرى، وخاصة بعد احداث 11سبتمبر 2001م وغيرها من احداث وتفجيرات وإرهاب قام بها بعض الفئات الضالة باسم الإسلام. ومن اجل توعية الجاليات الاجنبية في بلادنا بأهمية الإسلام وقيمته في حياة الافراد والشعوب، فقد نظمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي محاضرة بعنوان (الإسلام دواء الإنسانية لا مشكلتها) باللغة الانجليزية للدكتور ذاكر حسين. وقد نشر مركز الملك فهد الثقافي بعض وقائع هذه المحاضرة التي حظيت بعدد كبير من الحضور. يقول الأستاذ عبدالرحمن العليق مدير المركز: "في مساء يوم الجمعة الأول من رمضان المبارك لعام 1425ه، وعلى حجوزات مركز الملك فهد الثقافي، تذكرت ان هناك موعداً لمحاضرة تنظمها الندوة العالمية للشباب الإسلامي. ومن منطلق مسؤوليتي عن هذا المركز توجهت الى الموقع بهدف المرور العابر وللاطمئنان على تواجد زميلي منسق البرنامج ولمراجعة الترتيبات المعتادة. وعند عبوري نفق الناصرية فوجئت بشخص من الجنسية الآسيوية يستفسر عن موقع المركز وتبعه آخرون. وبالقرب من اشارة المرور في تقاطع شارع الأمير سطام شاهدت رتلاً من السيارات تتقاطر متجهة الى الغرب - حيث يقع المركز - وعلى بعد حوالي كيلومتر كانت هناك حشود تتدافع مشياً على الاقدام في ذات الاتجاه، وهنا شعرت بما يشبه الخوف او الشك في شيء ما، مما جعلني احث السير حتى اصل الى البوابة الخارجية للمركز، فاستسفسرت من الحراسة الخارجية عن هذا الوضع، فأبلغوني بأن مواقف السيارات التي تتسع لألف مركبة اصبحت مكتظة، وقد اضطروا الى تحويل الوقوف الى خارج المركز، فأصبت بالدهشة لانه - ومنذ ان توليت مسؤولية المركز قبل ثلاث سنوات - لم يحدث بتاتاً في قمة المناسبات تواجد مثل هذه الحشود البشرية للاستماع الى متحدث". وفيما يلي ملخص وإيجاز لما حدث في تلك الليلة مما نشره الأستاذ عبدالرحمن: لقد وصل عدد الأشخاص الحاضرين الى اكثر من ثلاثة الآف شخص (3000) بالاضافة الى حوالي 350سيدة في قاعة اخرى. وقد بدأت المحاضرة من الساعة التاسعة والربع حتى الساعة الحادية عشرة بدون اي حركة او حديث بين الحاضرين. والمحاضر هو الدكتور ذاكر عبدالكريم حسين من مؤسسة الابحاث الإسلامية في بومباي بالهند، ويعتبر خليفة الداعية الإسلامي الشيخ احمد ديدات في حقل الأديان المقارنة. وقد ارتجل المحاضر حديثه الموثق بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، حيث تكلم عن: - احترام الإسلام للإنسان والديانات السماوية الاخرى. - بعض معجزات القرآن الكريم. استشارات علمية من القرآن عن علم الفلك والعلوم الطبية. - إظهار صورة الإسلام الحقيقية. - فكرة عن الإرهاب والأصوليين. وبعد نهاية المحاضرة طلب من الراغبين في طرح الأسئلة بالوقوف صفاً واحداً وتكون بداية الأسئلة لغير المسلمين، وقد استمرت المناقشة والإجابات حتى حوالي الساعة الواحدة صباحاً. ان هذه المحاضرة او الندوة تدل على ان الإسلام بخير، وان المسلمين وغير المسلمين يتعطشون لمعرفة المزيد عن الإسلام وخفايا الإسلام وقيمة الإسلام الحقيقية من خلال العلماء والدعاة، وخاصة من امثال الدكتور ذاكر حسين المتخصص في حقل الاديان المقارنة، والذين يمكنهم المناقشة والمحاورة بأسلوب علمي ومنهجي لاقناع غير المسلمين وتوعية المسلمين بدينهم دون تطرف او غلو. ويبقى ان اشير الى مركز الملك فهد الثقافي الذي يقف شامخاً كمركز إشعاع ثقافي في مدينة الرياض بل في المملكة العربية السعودية. وأود ان أشكر صديقي وأخي الكريم الأستاذ عبدالرحمن بن محمد العليق الذي عودنا دائماً على إنجاح اي عمل يقوم به، وخاصة في جميع المجالات الثقافية والعلمية والشبابية التي يرعاها بمثابرته وإخلاصه وحبه للناس والوطن. والله ولي التوفيق.