أفضى قلق نقص الوقود في بعض الدول المستهلكة الآسيوية إلى تكوين احتياطيات إستراتيجية نفطية تشتمل على النفط الخام والمواد البترولية المكررة من أجل سد أي نقص قد يحصل نتيجة أي حالة طارئة تؤثر على تدفق النفط الذي يعد المصدر الأول في توفير الطاقة وتسيير عجلة التنمية، فقد حذت الهند وهي إحدى اكبر الدول المستهلكة للنفط في القارة الآسيوية حذو الصين في تكوين احتياطيات إستراتيجية نفطية، حيث أعلنت الهند أمس أنها وافقت على تكوين احتياطي نفطي إستراتيجي يبلغ خمسة ملايين طن، بكلفة تبلغ 2,5 مليار دولار، مشيرة إلى أن منشآت التخزين ستقام بثلاثة مواقع، وستستكمل خلال تسعة أعوام. وكانت الصين أيضا أعلنت مؤخرا أنها تعتزم إنشاء نظام مخزونات نفط تجارية وحكومية، وتحسين سبل تمويل نظام احتياطياتها.وقد أتمت بكين هذا العام العمل بإنشاء أول مجموعة من خزانات النفط الخام الإستراتيجية، وبدأت الجزء الثاني من خطتها تكوين طاقة قدرها 150 مليون برميل أو ما يعادل 25 يوما من الاستهلاك الحالي بحلول العام 2010م، كما أن عدداً من الدول الصناعية الكبرى تحتفظ باحتياطيات إستراتيجية للنفط تستخدمها في الحالات الطارئة عند النقص الشديد في مصادر الطاقة بالشكل الذي يؤثر بصورة رئيسية على الأسعار كما حصل خلال العام الماضي عندما تعرضت الولاياتالمتحدةالامريكية لأعاصير أضرت بإنتاجها من النفط وتسبب في صعود أسعار البترول إلى أرقام قياسية. وكانت أسعار النفط أمس تحفزت بعدد من العوامل أهمها الاضطرابات في غرب أفريقيا، وكذلك حالة عدم الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط واستمرار تنامي الطلب العالمي على الوقود وخاصة من المواد البترولية المكررة بالإضافة إلى الأنباء التي نتحت من بعض المسئولين في منظمة الأوبك والتي ألمحت إلى توجه المنظمة إلى خفض إنتاجها من النفط الخام خلال اجتماعها القادم، وأدت هذه المعطيات مجتمعة إلى ارتفاع أسعار النفط من نوع ناميكس لتتخطى 64 دولاراً للبرميل معوضة الهبوط الذي كانت عليه يوم أمس الأول بيد أنها تراجعت في نهاية التداول إلى 63,75 دولاراً،ومن غير المرجح أن تصعد إلى مستويات تفوق 65 دولاراً للبرميل إذ أن المقاومة لسعر ناميكس القياسي هو 64 دولار بينما الدعم هو 62 دولارا، أما في سوق لندن فقد ارتفعت عقود فبراير لخام مزيج برنت إلى 62,40 دولارا للبرميل بارتفاع يقدر بحوالي 1,27دولار يدعمها الإقبال الشديد من قبل المضاربين الذين كانوا يتوقعون أن تصعد الأسعار إلى 63 دولارا في ظل المؤثرات آنفة الذكر. وصعد سعر وقود التدفئة إلى 1,80 دولار للجالون كما زاد سعر الجازولين إلى 1,79 دولار للجالون، وارتفعت أسعار الغاز التي منيت بخسائر خلال الفترة الماضية نتيجة للازمة الروسية - الأوكرانية إلا أن هذا الارتفاع كان طفيفا لم يتعد 16 سنتا، حيث بلغت 9,66 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. واستغلت المعادن النفيسة انزلاق أسعار صرف الدولار لتصعد من جديد بقيادة الذهب الذي ارتفع بمقدار 10 دولارات ليصل إلى 537 دولاراً للأوقية كما ارتفع البلاتين إلى 1003 دولارات وزاد سعر الفضة إلى 9,05 دولارات