حرص حجاج بيت الله الحرام أثناء تواجدهم بمكةالمكرمة على القيام بزيارات للمعالم التاريخية البارزة بدءاً من جبل النور وجبل ثور والمشاعر المقدسة ومساجد المواقيت. وتنوعت الزيارات ما بين زيارات تستهدف التعرف على هذه المعالم التي شكلت الانطلاقة الأولى للدين الإسلامي من مهبط الوحي على يد رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. وأخرى استهدفت نقل الذكريات عبر صور فوتوغرافية يحرص ضيوف الرحمن على التقاطها لتكون ذكرى لأجيالهم تؤكد أداءهم لفريضة الحج. وحتى يصل الحجيج لهذه المعالم بشكل جيد ويستمعون لتاريخها تحرص بعض بعثات الحج على تولي مسؤولية تنظيم الزيارات عبر مجموعات تنطلق عقب صلاة الفجر متجهة في أول تحركاتها وصوب جبل ثور الذي شهد رحلة الانتقال من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة. ومن جبل ثور على طريق الهجرة الرابط بين حي كدي والعزيزية ينطلق الحجيج في رحلتهم إلى المشاعر المقدسة مبتدئين بعرفات، حيث جبل الرحمة ليروا معالم هذه المنطقة التي تتحول من منطقة تكسوها رمال مكةالمكرمة الصفراء إلى مدينة خيام تحتضن داخلها ما لا يقل عن مليون ونصف المليون حاج يوم التاسع من ذي الحجة مرتدين لباساً واحداً لا يفرق بين غني أو فقير، فالكل في ذلك اليوم سواء بردائهم وكلماتهم ودعواتهم. ومن عرفات الله تنطلق زيارة الحجيج صوب مزدلفة المنطقة التي تشهد ليلة التاسع من ذي الحجة كل عام تجمع الحجيج على أرضها يصلون صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ويلتقطون حصيات صغيرات يرجمون بها «شاخص» ابليس في منى. وفي منى يزور الحجيج جسر الجمرات ليروا الجسر وهو خال من الحجيج هذه الأيام متذكرين حاله في يوم العيد وأيام التشريق داعين الله أن يوفقهم ويمدهم بالصحة ليشهدوا هذه الأيام. قوافل الحجيج الزائرة للمعالم تتجه بعد ذلك إلى جبل النور ليقف ضيوف الرحمن تحت جبل النور الذي شهد نزول الوحي. ويتذكرون قول الحق سبحانه وتعالى {اقرأ باسم ربك الذي خلق..}. كواكب الحجيج تتواصل في زيارتها للمعالم التاريخية بمكةالمكرمة متجهة من جبل ثور والمشاعر المقدسة وجبل النور إلى المواقيت في الجحفة والتنعيم إذ يختم البعض من الحجاج زيارتهم بارتداء ملابس الإحرام بها لأداء فريضة العمرة.