٭٭ عاد الفرقاء القدساويون في اليومين الماضيين لممارسة لعبة التجاذبات فيما بينهم، وبدت اللغة التصعيدية هذه المرة عالية النبرة وكأنهم أرادوا توجيه خطابهم الى ما هو ابعد من الدائرة القدساوية التي ترزح داخل اطار مدينة الخبر. ٭٭ عودة القدساويين ادارة ومعارضة الى معركة التنافس فيما بينهم للقبض على مقود القرار في النادي من الواضح انها ستكون على اشدها هذه المرة وسيكون الضرب فيها من تحت الحزام ومن فوقه خاصة وان أي تكليف جديد لإدارة الياقوت وهو ما تسعى له بعد ثماني سنوات مضت سيكون ضربة قاصمة لمن يحركون بيارق المعارضة القدساوية وانتصارا ساحقا لرجل المرحلة القدساوية (احمد الزامل). ٭٭ التجديد لادارة الياقوت سيكون بمثابة التأكيد على الثقة التي تحظى بها هذه الإدارة من اعلى سلطة رياضية في البلد وهي التي كفلت لها فترتين رئاسيتين، وهو الى جانب ذلك سيكون غصة في حلق المعارضة خاصة وانها تتطلع أكثر ما تتطلع لا ستثمار ما جنته ادارة الياقوت من ملايين بعد ان نأت بنفسها عن النادي قبل ثماني سنوات يوم أن كان القادسية بحاجة الى ابنائه؛ لكن الوضع الآن بات مختلفا ومختلفا جدا. ٭٭ قبل ثماني سنوات حينما سلم عبد العزيز الحوطي مفاتيح النادي ورحل كان قد خلف وراءه تركة ثقيلة من الفوضى والمشاكل والديون فضلا عن الشلل الذي اصاب العاب النادي وفي مقدمتها فريق كرة القدم، وفراغا اداريا حول النادي الى ما يشبه ارضا جرداء وهو ما جعل كل ابناء الخبر يشيحون بوجوههم عنه في الوقت الذي ترجل فيه الزامل والياقوت وخاضا مغامرة جعلت كل القدساويين يبصمون على فشلهما، واليوم بعد ثماني سنوات هاهم يعودون ولكن ليتنافسوا على استثمار نجاحاتهما. ٭٭ قد لا يعرف الكثيرون ان ما من ادارة قدساوية وضعت في وجهها العراقيل وحوربت ميدانيا وإعلاميا كما حوربت ادارة الياقوت ويكفي دلالة على ضراوة الحرب التي خاضتها هذه الإدارة ان الضربات لم تكن تأتيها من الخارج وحسب بل كانت تتلقى الضربات أيضا من الداخل ومن اعضاء عاملين، وهو ما كان سيسقطها غير مرة لولا ان خلفها احمد الزامل الذي كان بمثابة صمام امان لها في أصعب الظروف وهو الذي يجيد لعبة التجاذبات داخل الخبر لا سيما وان الجميع هناك قد يختلفون معه لكنهم لا يختلفون عليه ابدا. ٭٭ نجاح الزامل والياقوت في التغلب على المصاعب التى واجهتهما طوال ثماني سنوات مضت لا يعود لقوتهما في مواجهة الصراع وإدارته لمصلحتهما وحسب وانما يرجع بالدرجة الأولى الى ضعف المعارضة التي لم تنجح حتى اللحظة في كسب الأصوات القدساوية المؤثرة وان حاولت إيهام الآخرين إنها تتكلم باسمها في حين ان واقعها لا يتعدى إثارة الغبار هنا وإصدار ضجيج هناك ؛ لأنها ببساطة ظاهرة صوتية، فهي على صفحات الجرائد أقوى منه على ارض الواقع الى درجة ان لا احد يشعر بها كواقع ملموس وهو ما يجبرها على تغيير استراتيجيتها في الأيام المقبلة اذا ما ارادت حقا الدخول في صراع حقيقي للمنافسة على مفاتيح النادي. ٭٭ وبعيدا عن ان تكون مع هذا الفريق او ذاك فإن المنصف لعمل الزامل والياقوت والمتحلقين حولهم لا يملك إلا الاعتراف بحجم النجاحات التي حققوها في فترتي التكليف إذ احدثوا انقلابا جذريا في القادسية اداريا وفنيا وهم الذين تسلموا النادي وهو يعيش اسوأ مرحلة في تاريخه في الوقت الذي يعد اليوم واحدا من الأندية النموذجية رياضيا واجتماعيا وثقافيا وتلك حقيقة تكشفها الأرقام فضلا عن كونه واحدا من اغنى الأندية السعودية على الاطلاق لمجرد انه باع اربعة من لاعبيه وهو ما لا تستطيع أندية في مستوى القادسية تحقيقة لو باعت النادي بما فيه من حجر وبشر!!. ٭٭ واذا ما قيض للادارة القدساوية الحالية العمل لفترة رئاسية جديدة فإن من واجبها حتى تكمل عقد النجاح ان تعيد قراءة تعاطيها مع بعض الأمور لا سيما ما يتعلق بالشفافية، فثمة اشياء تبدو ضبابية في النادي بدءا من توزيع الأدوار وليس انتهاء بحجم ايرادات النادي ومصروفاته على الأقل كي تكون الأجوبة بحجم التساؤلات المطروحة والتي لم تجد من يجيب عنها حتى الآن لا سيما ما يتعلق بالمسائل المالية، ولتكن الفترة المقبلة فترة الشفافية بعد ان كانت الفترة الأولى فترة بناء، والثانية فترة نجاحات، حتى وان عاد مثيرو الغبار لممارسة افعالهم. [email protected]