يعد الجهاز العصبي التلقائي جزءاً خاصاً من الجهاز العصبي المحيطي، حيث يعمل على تنظيم كل الوظائف التلقائية في الجسم مثل التنفس والهضم دون أي تدخل أو تحكم من الدماغ، مما يساعد على الاحتفاظ ببيئة داخلية مستقرة، وينقسم الجهاز العصبي التلقائي إلِى جزأين هما: الجهاز الودي والجهاز اللاودي. يلبي الجهاز الودي كل احتياجات الجسم خلال حالات الطوارئ وازدياد النشاط. فهو يعمل على ازدياد سرعة ضربات القلب وسريان الدم للعضلات وتوسعة حدقتي العينين. أما الجهاز اللاودي فيقوم بشكل عام بإحداث تأثيرات مضادة للجهاز الودي. فمن تأثيراته مثلاً ابطاء ضربات القلب وتوجيه سريان الدم من العضلات إلى المعدة والامعاء وتضييق حدقتي العينين. أما الموازنة بين الجهازين فيقوم بها الجهاز العصبي المركزي. أجزاء العصبون: يتكون العصبون من ثلاثة أجزاء أساسية هي الجسم الخلوي والمحور العصبي والتغصنات ويغطي كل الخلية غشاء عصبي دقيق. الجسم الخلوي يشبه كرة صغيرة قطرها 25 ملم ويعمل على استقبال وارسال الدفعات العصبية وتصنيع البروتينات واستخدام الطاقة للمحافظة على الخلية العصبية ونموها. تتمركز معظم الأجسام الخلوية للعصبونات داخل الجهاز العصبي المركزي، حيث تتحد الرسائل الواردة وتبث الرسائل الصادرة، أما تلك الموجودة خارج الجهاز العصبي المركزي فتتجمع في حزم تسمى العقد، مثل تلك الخاصة بالجهاز العصبي التلقائي. أما المحور العصبي والذي يسمى أيضاً الليف العصبي ويشكل امتداداً انبوبياً للجسم الخلوي للعصبون. وله العديد من التفرعات التي تمكنه من الاتصال بما يقرب من ألف عصبون آخر وهو متخصص في نقل الرسائل. يبلغ طول المحور العصبي داخل الجهاز العصبي المركزي أقل من مليمتر واحد، بينما يزيد عن ذلك في الجهاز العصبي المحيطي، إذ يصل بعض المحاوير الممتدة من النخاع الشوكي إلى عضلات القدمين إلى 75-100 سم. أما الأعصاب فما هي إلا تجمعات لمحاوير عصبونات حركية أو حسية أو لكليهما معاً، التصقت مع بعضها البعض مكونة ذلك الشكل الحيلي. يغطي غمد مصنوع من مادة دهنية بيضاء تسمى الميلين بعض المحاوير، حيث تساعد على سرعة انتقال الدفعات العصبية عبرها، كما تساعد على التمييز بين المادة الرمادية والمادة البيضاء في الجهاز العصبي. وتتكون المادة الرمادية من محاوير غير مغطاة بالميلين وأجسام خلوية عصبونية، بينما تتكون المادة البيضاء من محاوير مغطاة بالميلين. وتصنع مادة الميلين في خلايا شفان في الجهاز العصبي المحيطي، بينما تقوم الخلايا الدبقية بتصنيعها في الجهاز العصبي المركزي. أما التغصنات فتتفرع من كل جسم خلوي نحو ستة أفرع في شكل قنوات اسطوانية، تسمى التغصنات ويبلغ طولها نصف مليميتر وسمكها ضعفا سمك المحور العصبي أو ثلاثة أضعافه. تعد التغصنات أجساماً متخصصة في استقبال الدفعات الواردة من محاوير أخرى، ويفصل بينهما فراغ ضيق يسمى الفلح المشبكي الذي تعبر خلاله الدفعات، وتسمى أماكن التقاء العصبونات المشابك. تفرز الخلايا العصبية مجموعة من المواد الكيميائية تعمل على نقل الرسائل العصبية وتوجيه نشاط خلايا الدماغ وهذه المواد هي استايل كولين والادرينالين والدوبامين. كما يوجد مواد أخرى شبه افيونية أو ما يطلق عليها مضادات الألم لها قدرة عظيمة في تسكين الآلام وهذه تسمى الاندورفين وعن طريق هذه المواد الكيميائية إضافة إلى الموجات الكهربائية المتداولة بين خلايا الدماغ، يؤدي المخ عمله الفائق الروعة والدهشة معاً.