احتفلت مؤخراً مدينة ساجر وساكنوها بزوارهم القادمين من الرياض للاحتفال بمناسبة هامة في المنطقة وهي افتتاح فرع للغرفة التجارية الصناعية في ساجر أسوة بأخواتها من المحافظات الأخرى مثل الدوادمي وشقراء ووادي الدواسر والخرج، وكذلك تدشين المعرض الزراعي الأول في مدينة ساجر برعاية عبدالرحمن الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ومشاركة مدير عام البنك الزراعي المهندس عبدالله الشعيبي، وكذلك عضو مجلس إدارة الغرفة ورئيس اللجنة الزراعية محمد أبونيان ورئيس اللجنة الوطنية الزراعية المهندس أحمد السماري وأعضاء اللجنة الزراعية وبضيافة كريمة من رئيس مركز ساجر الشيخ نايف بن متعب بن محيا وأعيان مدينة ساجر، لقد فوجئ الزوار ممن لم يسبق لهم زيارة مدينة ساجر من قبل بأهمية النشاط الزراعي وأثره على الحياة الاجتماعية على كافة المستويات في مدينة مثل ساجر التي تعتبر الزراعة فيها المحرك والرافد الاقتصادي والأساسي لسكانها والمقيمين فيها، فهذه المدينة التي تعتبر مثالا هاما للمجتمع الزراعي للعديد من المدن المماثلة في المملكة قد تم تأسيسها في عام 1332ه بأمر من الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، ومؤسسها هو الشيخ فيحان بن محيا رحمه الله، حيث أنشأ فيها مركز للإمارة عام 1386ه وتم تعيين الشيخ متعب بن تركي بن محيا رحمه الله رئيسا لمركزها في العام نفسه، ويرأس المركز حاليا الشيخ نايف بن متعب بن محيا، حيث دعم تطور ساجر وخاصة مجتمعها الزراعي الذي تطور فعلا بشكل كبير خلال العقود الماضية وليبلغ عدد سكان ساجر عاصمة إقليم السر 60,000 نسمة تقريبا، حيث تقع في قلب نجد غرب منطقة الرياض بنحو 286كجم وتخدم أكثر من 56 مركزاً وهجرة وبات 70٪ تقريبا من سكانها مرتبطا بالنشاط الزراعي والخدمات المساندة، بحسب رئيس مركز ساجر، أصبحت ساجر مشهورة بإنتاجها الزراعي الجيد ووفرة مياهها وبلغ عدد المزارع فيها أكثر من أربعة آلاف مزرعة إنتاجها بشكل خاص في مجال القمح والأعلاف والخضار والتمور وتربية المواشي، حيث اشتهرت منها منتجات متميزة تصدر من ساجر الى عدد من المدن وهما البطاطس والحبحب، وقد أدى التطور الزراعي في هذه المدينة إلى حدوث طفرة عمرانية وتجارية غير مسبوقة عزز من ذلك تواجد فروع كبرى الشركات السعودية والبنوك ومعارض المواد الزراعية والسيارات والأسواق التجارية وأدى ذلك إلى تواجد حوالي 40 دائرة حكومية فيها ولعل إحدى المشاهدات الجديرة بالتنويه لمن تابع تطور هذه المدينة وتردد عليها مثلي خلال العشرين سنة الماضية هو مدى تحول ساجر وتأقلمها مع التطورات الزراعية الحديثة واستقبالها الزوار على مدار العام من مختلف الجنسيات لتبادل الخبرات الزراعية وتطور مهارات العاملين في الأنشطة الزراعية من سكانها ومدى ارتباطهم في هذا القطاع النشط بحيث تراكمت خبراتهم فيها باعتباره المحرك الأول والأساسي لبقية الأنشطة التجارية الأخرى وقام جيل من الأبناء بتوارث الأنشطة الزراعية المختلفة من الآباء الذين أسسوا المشاريع الزراعية والمؤسسات الخدمية المساندة لها. أخيراً، ومع افتتاح فرع الغرفة التجارية الصناعية في ساجر وتدشين المعرض الزراعي الأول في المدينة فإن أهالي ساجر أعربوا عن رغبتهم في تحويل المعرض الزراعي إلى معرض يقام بشكل منتظم لخدمة ساجر والمناطق الزراعية المجاورة لها، واعتقد شخصيا بأن معرضا زراعيا في قلب مجتمع زراعي فكرة جديرة بالاهتمام وليس بالضرورة سنويا ولكن كل عامين مثلا للمحافظة على زخم المشاركات مع أهمية تطوير المعرض بحيث يكون ملتقى زراعيا ثقافيا تقام المحاضرات الزراعية الفنية والارشادية من أجل توسعة فعالياته والذي نأمل بالنيابة عن الاخوة الأعزاء في ساجر أن ندعو سلفا وزير الزراعة بافتتاحه بإذن الله، وهذا ليس غريبا على معالي الدكتور فهد بالغنيم الذي عود الزراعيين في مختلف مناطق المملكة مشاركتهم في جميع مناسباتهم الزراعية العزيزة على أنفسهم. مع تمنياتي بالتوفيق والازدهار لمجتمع ساجر الزراعي ٭ عضو اللجنة الزراعية بغرفة الرياض