في زمن كثرت فيه الفتن وتنوعت الشهوات والمغريات قد لا يجد الإنسان البصير من يعينه على الحق بعد الله سبحانه وتعالى إلا عقله، هذا إذا حكم عقله ووزن الأمور بميزان الإيمان والخوف من الله، وترك شهواته وآراءه التي استمدها من إتباع هواه.. لأن الهوى لا يقود إلا إلى ما هو باطل..!! فالآيات القرآنية تخاطب ذوي الألباب وأصحاب العقول لأنها تعلم أن العقل نعمة ميز الله بها الإنسان عن باقي خلقه، لكن.. لماذا أصبح بعض منا يتبع شهواته وعواطفه دون أدنى تفكير وكأنه سلبت منه نعمة العقل!!! نعم أيها الأخوات.. والله كم أحزن وأحترق ألماً عندما أقرأ لبعض الأقلام التي تؤيد مسألة من المسائل حكمت فيها العواطف بدل العقول.. حكمت فيها المصلحة الخاصة بدل المصلحة العامة.، فيكتب المعارضون لهذه المسألة لمصالح قد تكون شخصية فردية ونسوا أو الأصح تجاهلوا أثاراً ونتائج ومفاسد سلبية تترتب على ما أيدته عواطفهم وآرائهم..!! تأتي النصوص الثابتة وفيها ما يؤيد تلك المسألة، ونعرض للأسف ونأخذ بآرائنا الخاطئة.. فما السبب يا ترى..؟!! عذراً أيها الأخوة والأخوات.. قد طفح الكيل ومللنا الحديث عن «الحجاب وتغطية الوجه» تحدث الجاهلون قبل المتعلمون.. فلا تكاد تخلو صحيفة إلا ويتطرق الى هذه المسألة ما بين مؤيد ومعارض وكأن الحجاب من المسائل المسكوت عنها في النصوص..!!! لذا.. لن أسرد لكم الأدلة والنصوص، ولن أذكر أقوال العلماء في الحجاب، لأن هناك من سبقني من الأخوة والأخوات وبين هذه المسألة على أكمل وجه كالأخ تركي التركي جزاه الله خيراً في جريدة «الرياض» العدد (13641) تحت عنوان (كشف الوجه للمرأة مدعاة للافتتان..). لكن ما أردت توضيحه هو أن أبين لبعض الاخوات اللاتي يشتكين ويتذمرن من تغطية الوجه وكأنهن حملن فوق رؤوسهن جبال راسيات وليس غطاء خفيفاً..!!! بل والأعجب من ذلك أن تدعي هذه الأخت أن كشف الوجه حق من حقوق المرأة التي سلبت..!!! فسبحان الله لم تدر تلك الأخت الكريمة أن هناك فرقاً شاسعاً بين ما هو حق وبين ما هو واجب..!! والحجاب كما هو معلوم من الواجبات التي أمرت به أنا وغيري من النساء قبل أن يكون من الحقوق يا أخوات. أما النقطة الثانية وهي الأهم فهي عبارة عن سؤال أوجهه إلى كل أخت ينبض قلبها بلا إله إلا الله، لأن هذه المسألة تخصنا نحن معاشر النساء... بل أوجه سؤالي أيضاً الى كل من يعارض تغطية المرأة لوجهها سواء كان رجلاً أو امرأة.. صغيراً أم كبيراً.. جاهلاً أم متعلماً.. سؤالي هذا طرحته على كثير وللأسف لم أجد له جواباً شافياً مقنعاً إلى الآن. وها أنا أطرحه من جديد علني أجد لدى المعارضين ما يقنع..!! ما الفائدة من كشف المرأة وجهها يا أخوة..؟؟؟ هل هناك فائدة تعود على المجتمع وأفراده إذا كشف الوجه..؟!! هل ستقل المعاكسات والمضايقات في الأسواق والشوارع وفي كل مكان..؟!! هل سيصلح حال شبابنا ولا سيما أن بعضاً منهم الآن يفتتن بالعباءة المخصرة والمشية المتمايلة.. فكيف الحال به إذا كشف الوجه وهو مقر الجمال ومحط الأخطار؟!! والأهم من ذلك أتعتقدون أيها القراء أنه سيخلو المجتمع من الفساد والفوضى إذا ضيعت أوامر الله؟!! وأكرر السؤال مرة أخرى كي لا ينسى لأنني أريد إجابة مقنعة بعيدة عن المصالح الشخصية خصوصاً من اولئك المعارضين والمعارضات لتغطية الوجه.. هل هناك فائدة ولو واحدة على الأقل من كشف المرأة وجهها..؟! وقبل أن أختم كلامي أحب أن أذكر الجميع بأن «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح»... والله المستعان. وقفة للرجال فقط: يقول ابن القيم (إذا رحلت الغيرة من القلب ترحلت المحبة.. بل ترحل الدين كله). وأقول: لو كان في بعض رجالنا من آباء وأزواج غيرة كغيرة سعد بن معاذ رضي الله عنه ما انتشر والله بين نسائنا التبرج والسفور.. والأسواق تشهد على ما أقول.