اللاعب الفنان وحده يجعل من الكرة لعبة «طربية» بدلاً من جماعية تتخلص منها الأقدام من لمسة واحدة وكأنها مرض معد! - جماعية الكرة حتى وإن رسمها (البلاي ستيشن) تفتقد إلى المتعة اذا غاب عن كوكبتها نجم هاو بمواصفات الثنيان وإن كان ضمن أفرادها زيدان ورنالدو وسامي ونواف وأبرز نجوم الكرة المحلية والعالمية. - لم يكن مخطئاً المعلق الرياضي الكبير أكرم (رحمه الله) حين صاح بأعلى صوته قائلا: «ياعيني عليك ياثنيان» وهو الخبير بفنون الكرة والضليع بأسرارها حيث رصدت عيونه افذاذ نجوم الملاعب العالمية قبل أن يطلق صرخته الشهيرة.. - في بداياته الكروية مع الفريق الهلالي الأول قبل عقدين تقريبا أعيق داخل منطقة الجزاء وأثناء سقوطه رمى بالكرة داخل المرمى وهو ملقى على الأرض فلم تخب فراسة (أكرم صالح) بتأكيده على دهاء النجم الصغير معللاً ذلك بأن لاعباً غيره يعاق داخل المنطقة سينصب تفكيره بالحصول على ضربة جزاء بينما الثنيان فاجأ الجميع بتفكير آخر تمثل بايداع الكرة داخل الشباك. - يوسف الثنيان وحده من سرق الأطفال من أسرهم ودروسهم مثلما سرق النوم من عيون الملايين من كبارهم.. بعد كل مباراة يلعبها الفيلسوف ويقدم من خلالها احدى مقطوعاته الموسيقية تكون الأم في حل من ملاحقة ابنها عندما يرمي بحقيبته المدرسية وينطلق بكرته نحو الشارع ليقلد الثنيان ويجاهد من أجل اعادة رسم احدى لوحاته الفنية. - مثلما فعل الدكتور بالأطفال أجازت له حرفنة التسحيب أن يستدرج الكبار فواحدة من ترقيصاته تسحب البساط من تحت أقدام اللاعبين الآخرين وتنسي الحضور مجريات المباراة ويقتصر الحديث عن ماذا فعل الموهوب بالمدافع المغلوب وليت الحديث ينتهي بنهاية المباراة ليعود الهدوء ويعرف الملأ النتيجة النهائية لها.. - الأمر مع الثنيان غير يستحوذ النجم الشقي على كل شيء ويستولي على كل الأماكن - المجالس، الاستراحات، المكاتب، الفصول الدراسية.. كلها تصف ماذا فعل يوسف وكيف رقص يوسف وبأي قدم مرر يوسف ومن أي زاوية هدف يوسف وباعتزاله أجزم أن الابداع الكروي «نسم» وقد نشاهد فقاعات قليلة لدى بعض اللاعبين مقتبسة من معين الفيلسوف الكروي! كاتب بجريدة الجزيرة٭