إن الحملة التي تقوم بها وزارة العمل حالياً لسعودة الوظائف في القطاع الخاص ايجابية بكل تأكيد وهذا واجب وطني لا مجال للشك فيه. ويندرج تحت اسم وزارة العمل اسم المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وهي الجهة الرئيسية المهتمة بتأهيل الكوادر في جميع التخصصات الفنية والمهنية وقد فتحت المؤسسة العامة أبوابها لخريجي الكفاءة المتوسطة والثانوية العامة عبر تدريبهم في معاهد المراقبين وفي الكليات التقنية وتأهيلهم لدخول سوق العمل، ولكن لم يدر بخلد هؤلاء الخريجين انهم سيجدون مفاجآت سارة وأخرى محزنة. اضرب لكم مثالاً واقعياً وأنا (كاتب المقال) احد أطرافه، فقد ذهبت في إحدى المرات إلى ديوان الخدمة المدنية للتقديم على وظيفة في نفس تخصصي (تقنية مدنية) وأفاجأ أنها لخريجي معهد المراقبين فقط، تصوروا أن يكون هناك خريج لمعهد المراقبين والذي هو بعد الكفاءة المتوسطة ويتوظف على وظيفة حكومية بالمرتبة الخامسة، ويكون هناك خريج من كلية تقنية درس بها ثلاث سنوات وكان قبل ذلك درس مرحلة الثانوية العامة ويفضل الأول على الأخير في التقدم على هذه الوظيفة، مع هذا قررت أن أتنازل وأساوي شهادة الكلية التقنية بمعهد المراقبين حتى احصل على الوظيفة ولكنهم رفضوا ذلك ايضاً متحججين بأن ذلك هو النظام!!، هل النظام يفضل صاحب المؤهل الصغير على الكبير، خصوصاً وأن المؤهلين صادرين من نفس المؤسسة، وإن دل على شيء فيدل على عدم وجود تفاهم وتنسيق بين وزارة العمل والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني من جهة ووزارة الخدمة المدنية في الجهة الأخرى، وضحايا هذه المشكلة هم الطلاب الخريجون من الكليات التقنية، والتي في كل عام نسمع عن افتتاح فرع جديد لها في إحدى مدن المملكة. كلي أمل ورجاء من المسؤولين أن يضعوا ضوابط لهذا الأمر وان يفهموا الطلاب المتقدمين للتسجيل في الكليات التقنية بأن عملهم بعد التخرج سيكون في القطاع الخاص فقط حتى لا يصدمون مثل غيرهم ويكونوا على دراية من بادئ الامر ومن ثم يكون لهم حرية الاختيار وتحديد توجهاتهم المستقبلية. أيضاً هناك مسألة أخرى أحب التطرق لها في حديثي ألا وهي عدم اعتراف الجامعات السعودية بدبلوم الكلية التقنية وعدم احتساب ساعات الدبلوم لتكملة مرحلة البكالوريوس في نفس التخصص، بينما تسمح الجامعات الأجنبية بقبولهم واحتساب المواد التي اجتازوها. وهنا أيضاً لا أجد مبرراً لهذا الأمر، ولا أعلم هل من مصلحة خريج الدبلوم التقني ان يتغرب عن أهله ووطنه ليحقق غايته، خصوصاً وأنه سيعود لخدمة الوطن في المجال الذي أكمل دراسته فيه.وأخيراً.. أتمنى أن نرى حلاً جذرياً لكل هذه المشاكل والصعوبات وأن يكون هناك آلية وضوابط معينة بين جميع الوزارات المعنية وذلك لتحقيق المصلحة العامة، كما أسأل المولى القدير أن يحفظ هذا الوطن قيادة وشعباً وأن يعم الأمن والرخاء أرجاء البلاد.