نشرت صحيفة لوموند الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 2/1/2005م خبراً مفاده أن المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal في عددها الصادر في أول يناير 2005م أذاعت أن لديها دراسات تثبت أن الدواء المضاد للاكتئاب Prosac يتسبب في مضاعفات تؤدي إلى الانتحار وحوادث العنف وأن شركة Eli Lili الصانعة لهذا الدواء عرفت منذ عام 1980الآثار الجانبية لهذا الدواء ولكنها تكتمت عليها ولم تعلنها وان عدد المرضى الذين عولجوا بهذا المرض منذ ذلك الزمن وصل إلى 50مليون مريض في أنحاء العالم وأنها أي المجلة الطبية أعطت هذه الدراسات لهيئة الأدوية والأغذية الأمريكية FDA مع العلم بأن الولاياتالمتحدة كانت على علم بها منذ عام 1994م (ولكنها لم تعلن عنها) لدى محاكمة جوزيف ويبسيكر الذي كان يتناول الدواء لمدة طويلة وأقدم على قتل اثني عشر شخصاً قبل أن يقتل نفسه. ويقوم الآن عضو الكونجرس موريس هنشلي بالتحقيق عما إذا كانت الشركة قد تعمدت فعلاً إخفاء المعلومات الخاصة بتأثير الدواء.. هذا وسبق لهذه المجلة الطبية أن نشرت في عددها الصادر في 11ديسمبر 2004م وثائق سرية سربها لها موظف من شركة فايزر بأن الدواء (Zoloft) الذي تنتجه الشركة (وهو أيضاً مضاد للاكتئاب من عائلة بروزاك) تثبت أنه تسبب في قيام شخص مراهق كان يتناول الزولوفت بقتل جده وجدته، هذا مع العلم بأن العديد من الهيئات الطبية قد أوصت منذ زمن بعدم إعطاء هذا النوع من الأدوية لمن هم أقل من 18سنة أي للمراهقين، وأنا أعلم حق العلم بأن بروزاك موجود في صيدلياتنا، وأنه يباع أحياناً بدون أمر من الطبيب، ويبقى الآن أن نسأل وزارة الصحة عما إذا كانت لديها أي فكرة عن هذه الدراسات وهل هناك جهة في الوزارة تتابع ما ينشر من بحوث عن الأدوية في المجلات الطبية، وأنا أطرح هذا السؤال لأن الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة لدى فسح أي دواء أو منعه طويلة وقد تستغرق أكثر من عام، وثمة سؤال آخر وهو هل يتابع أطباؤنا بدورهم ما ينشر من أبحاث عن الأدوية التي يصفونها لمرضاهم؟.. أشك في ذلك لأن أحدهم أعطاني دواء لعضلة القلب له تأثيرات جانبية قاتلة على الجهاز التنفسي دون أن يسألني عما إذا كنت أعاني من أي مرض في هذا الجهاز ناهيك عن فحصه ولولا رحمة من الله لكنت قد أصبحت في عداد الأموات.