جاءت أصداء الظهور المتواضع لمنتخبنا الوطني في مباريات خليجي 17 بحجم الاخفاق الذي حدث للفريق في هذه الدورة، وقبل ذلك ببطولة أمم آسيا بالصين. وقد تباينت الآراء حول مسببات ما حدث حيث ذهب البعض لتحميل اللاعبين وآخرون رأوا في سوء الإعداد سبباً أولاً للاخفاق.. وفريق حمّل مسؤولية ما حدث لأخطاء الجهاز الفني ولسوء اختيار اللاعبين. وكما اختلفت الآراء في مسببات الاخفاق، اختلفت الرؤى والاقتراحات المقدمة لإعادة الأخضر إلى «جادة» المنافسة، فهناك آراء ومقترحات معقولة ومقبولة تلمس من خلالها حرص أصحابها على تحقيق المصلحة العامة، وهناك آراء - وهي قلة - «تشم» من خلالها رائحة التعصب المقيت أو أنها آراء «تنظيرية» غير قابلة للتطبيق! ردود الفعل الرسمية التي تلت اخفاق الدوحة بدأت بإعادة تشكيل لجنة المنتخبات وانتهت - حتى الآن - بإقرار تفريغ لاعبي المنتخب ومن ثم إعلان أسماء قائمة الفريق المرشح للمشاركة بتصفيات القارة النهائية لكأس العالم. الرياضيون استقبلوا هذه القرارات بردود فعل مختلفة بين مؤيد ومتحفظ، والاختلافات في وجهات النظر ظاهرة صحية ومطلوبة طالما كان الهدف منها تحقيق الصالح العام وهو ما نحسن الظن به ونأمله من الجميع. حتى وإن تحفظ البعض على «بعض» أسماء قائمة الأخضر الأخيرة وخلوها من «بعض» الأسماء الأخرى، إلا أن وجهة نظر الجهاز الفني المسؤول عن الفريق تبقى الأهم ويبقى الدور على الجميع بدعم المنتخب والوقوف مع المسؤولين الذين لا نشك في حرصهم وسعيهم على تقدم وتطور الكرة السعودية ودعوتها إلى منصات التتويج. كل ما نتمناه أن يكون «مُسيري» المنتخب قد استفادوا من التجارب السابقة وتوصلوا إلى مسببات الاخفاقات الأخيرة والتي منها بلا شك سوء الإعداد والذي يسبق المشاركات الرسمية، ففي السنوات الأخيرة يلحظ المتابع لإعداد المنتخب مشاركة رسمية قصر فترة الإعداد الذي قد لا يتجاوز الأسبوع أو الاسبوعين وخلوه من اللقاءات التجريبية وإن تمت فمع فرق متواضعة جداً بعكس ما كان يحدث سابقاً. المنتخبات المنافسة تجري استعداداتها باستمرار وتجرب أمام فرق تفوقها بالمستوى مما يسهم في كشف مدى استعدادها للمنافسات. الأخ ماجد الجهني، بعث برسالة مملوءة بالمشاعر الوطنية، في جزء منها تحدث عن تواضع إعداد منتخبنا للبطولات جاء فيه: «أتمنى أن يتم تدارك (بعض) الأخطاء كي نحسن من صورتنا التي اهتزت مؤخراً بشكل كبير والاستحقاق المقبل ليس ببعيد، فالتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم ستكون محط أنظار الجميع ونحن مطالبون بتحسين الصورة.... لا نريد التأهل بقدر ما نريد أن نحسن صورتنا، وأن نعيد ثقتنا بمنتخبنا استاذي الفاضل. هل تعلم أن منتخبي اليابان وكوريا بدآ استعداداتهم للتصفيات النهائية منذ وقت مبكر؟؟ هل تعلم أنهما قبالاً المنتخب الألماني بكامل نجومه في مباراتين تجريبيتين؟؟ بل هل تعلم أن منتخب كوريا استطاع التغلب على ألمانيا بثلاثية مقابل هدف واحد استقبلته شباكهم في حين عجز اليابانيون في تسجيل أي هدف في مرمى ألمانيا واكتفوا باستقبال ثلاثة أهداف في مرماهم، وهذا مؤشر أن منتخب كوريا بمستواه الحالي يفوق اليابان ومن المؤسف ان تكون كوريا معنا في مجموعتنا، فهي ستصعب الأمور علينا، بل إن منتخب تايلاند والذي لا توجد له أي استحقاقات قريبة ولم يتأهل للتصفيات النهائية ومع ذلك قابل ألمانيا ودياً. نحن لا نلعب مباريات ودية، وإذا لعبنا لعبنا مع منتخبات ضعيفة لا فائدة من اللعب أمامها، أمثال منتخبات سوريا وماليزيا وأذربيجان؟؟ ونريد أن نتطور وننافس اليابان وكوريا. كيف سيستفيد لاعبونا من لعب مباريات مع منتخبات ضعيفة وأقل منهم مستوى؟؟ باختصار أخطأ الباشا فنال عقوبة خطئه حتى وإن كانت مخففة.. ولكن الشيء الجميل من اللاعب اعتذاره للجماهير والمدافع الهلالي عن سوء سلوكه، وكنا نتمنى لو أن المسؤولية بنادي الاتفاق بادروا في عتاب اللاعب بدلاً من الدفاع عنه. رغبة الفوز لدى لاعبي الهلال عوضه النقص الكبير في صفوفه أمام الطائي. حرمان النصر من الاستفادة من اللاعب الأجنبي ثمن أخطاء إدارية متراكمة في التعامل مع اللاعبين الأجانب. هدية نور بعد إيقافه سيكون تأثيرها السلبي على زملائه في فريق الاتحاد.