موجة الغضب العارمة التي اجتاحت الشارع الرياضي السعودي والانتقادات الواسعة للمنتخب الوطني لم تكن فقط للخروج من بطولة كأس الخليج وفقدان تسنم الفريق منصة التتويج، بل للأداء المخيب للآمال وشعور المشجع السعودي بأن خطط بناء منتخب قوي بين عامي (2002) و(2006) لن يكتب لها النجاح، وأن تعويض اخفاقات مونديال كوريا واليابان والسقوط المرير أمام ألمانيا لن يكون من السهل علاجه لأسباب متعددة تتجاوز غلطة لاعب أو حارس مرمى بل هي متركزة تحديداً في البرامج الإعدادية للمنتخب الوطني وكيفية وضع خطط مستقبلية قبل المنافسات الدولية فضلاً عن ما تعانيه الأندية السعودية من صعوبات مادية خانقة باستثناء فريق الاتحاد الذي أحرز كأس أندية آسيا في وقت تبحث فيه أندية أخرى عن تسيير أمورها، وحفظ ماء وجهها فكيف نطالبها بإبراز المواهب والنجوم ودعم المنتخب الوطني. قبل مونديال (2002م) استضافت «الرياض» المدرب الهولندي (بونفرير) أثناء كأس الخليج التي أقيمت بالمملكة وكانت له آراء صريحة وتوقعات حول مشاركة المنتخبات الآسيوية فأكد امكانية نجاح اليابان وكوريا الجنوبية واستبعد أي حضور للمنتخب السعودي وهو بالفعل ما حدث. ولم يكن (بونفرير) ليقلل أبداً من شأن موهبة اللاعب السعودي أو الدعم الذي يجده من المسؤولين لكنه عزا الإخفاق المنتظر إلى سوء الإعداد وعدم خوض مباريات دولية ودية طوال العام باستدعاء اللاعبين الدوليين بين فترة وأخرى أثناء اقامة الأنشطة الرياضية المحلية وملاقاة منتخبات عالمية في اوروبا وأمريكا وافريقيا بالسفر الى بلدانها ومواجهتها على اراضيها وادخال اللاعب السعودي في هذه الأجواء للآثار الإيجابية الكبيرة التي تفرزها مثل هذه المباريات الودية الدولية وهو ما سارت عليه المنتخبات الكبيرة ومنها كوريا الجنوبية واليابان. بمقابلة (روسيا) مثلا بنجومها في (موسكو) الفائدة منها لا تقارن بالتقاء نفس الفريق بأسماء غير معروفة في الدمام!! أما قضية تفريغ لاعبي المنتخب والعودة للمعسكرات الطويلة فمضارها أكبر من منافعها ولنا في ذلك تجارب غير ناجحة. جميل أن يتحمل اتحاد الكرة المسؤولية والأجمل أن يكون هناك إدراك كامل لحاجة المنتخب لمتخصصين في وضع برامج الإعداد مستقبلاً واختيار أجهزة فنية ذات كفاءة عالية قبل وقت كاف وليس بأيام قليلة تسبق المنافسات فضلاً عن مساءلة المتسبب في اختيار الحارس محمد الدعيع أساسياً في هذه البطولة وهو المنقطع منذ عدة اشهر واشراكه اساء له وأضر بالمنتخب في آن واحد. كنا نتمنى سلفاً ان يقود جهاز المنتخب الفني مدرباً عالمياً لكن أما وقد وقع الاختيار على الأرجنتيني (كالديرون) فإن اشرافه على المنتخب في (خليجي 17) ثم تجديد الثقة فيه مطلب ضروري لأن العمل يجب أن يتركز على الاستفادة من الأخطاء للإعداد للحدث الأهم وهو التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم 2006م.