هاجم الحزب السيريلانكي الإسلامي سياسات نمور التاميل الهادفة الى طرد المسلمين من المناطق التي يسكنونها بشرق الجزيرة الزمردية الخضراء التي عرفت سابقا باسم «سرنديب» و«سيلان». وقال بيان للحزب ان نمور التاميل يسعّرون نار العنف ضد المسلمين لحملهم على مغادرة مناطقهم. وكان النمور قد قذفوا قنبلة في مسجد في مدينة (اكايرايباتو) بشرق البلاد خلال الصلاة في 4 ديسمبر الماضي مما أدى الى مقتل (محمد فليل) أمين الحزب السيريلانكي الإسلامي في المنطقة الى جانب شخص آخر كما قتلوا ثلاثة مسلمين في منطقة (ثوبور) وألقوا جثثهم في الحي الذي كانوا يسكن به هؤلاء الضحايا مما أدى الى بدء هجرة من المنطقة الى مناطق أكثر أمنا. وقد فر 700 مسلم من هذه المناطق حسب التقارير المنشورة في الصحف السيريلانكية. وقد بدأ الفرار يوم 13 ديسمبر الماضي حين لجأ نمور التاميل الى توجيه النيران عشوائيا الى المنطقة عقب مقتل أحد عناصرهم على يد مجهول.. وقد لجأ هؤلاء النازحون ببعض المدارس وهم يرفضون العودة الى بيوتهم خوفا من عنف التاميل. ويقول مسؤولو المدارس انهم لا يستطيعون فتح مدارسهم بعد عطلة رأس السنة الحالية بسبب وجود هؤلاء النازحين بمدارسهم. وحسب إحدى الإحصائيات قتل 22 مسلما وجرح 49 مسلما بنيران نمور التاميل خلال شهر واحد - بين 16 نوفمبر و16 ديسمبر من العام الحالي 2005 - في شرق سيريلانكا الواقع تحت سيطرة النمور. وفي 18 نوفمبر الماضي كانت عناصر النمور قد ألقت قنبلة داخل مسجد فقتلت 4 من المصلين وجرحت 40 شخصا. وقد دان رئيس الجهورية ذلك الحادث بشدة ووعد المسلمين بتوفير الحماية لهم إلا أن السلطات عجزت عن حماية المسلمين الى الآن. ويقول المسلمون في هذه المنطقة انهم يخافون من السير في الطرق خوفا من أن يقتلهم النمور المسلحون بأخطر الاسلحة. ويقوم النمور بالاستيلاء على مواشي المسلمين في المنطقة ويتلفون مزارعهم قبل الحصاد. وقبل هذا كانت عناصر النمور قتلت مسلما واحدا في 3 ديسمبر الماضي في مدينة (موتور) لأنه كان قد عمل لصالح حزب المعارضة في انتخابات نوفمبر الماضي والذي قتل النمور خلاله 12 من المسلمين بسبب عدم تأييدهم للنمور خلالها. فما كان من المسلمين إلا أن اعتدوا على التاميل في المنطقة فقتلوا واحدا منهم. وفي بلدة (إيرافور) قتل النمور عاملا مسلما يوم 8 ديسمبر الماضي بينما كان يعمل في منجرة. وقال بيان للحزب السيريلانكي الإسلامي ان النمور يشيعون أن المسلمين عقبة في وجه أي حل سياسي في البلاد إلا أن هذا الزعم لا أساس له من الصحة حيث أن مسلمي سيريلانكا يؤيدون وحدة البلاد بينما النمور يعملون على سلخ مناطق الشرق والشمال عن سيريلانكا لخلق دولتهم التاميلية ذات الغالبية الهندوسية. وقد ناشد رؤوف حكيم زعيم الحزب السيريلانكي الإسلامي الدول المانحة - الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة واليابان والنرويج - بمناقشة أمن المسلمين في اجتماعهم القادم في بروكسل كما طالبها بالعمل على استئناف مباحثات السلام بين الحكومة السيريلانكية والنمور والتي توقفت منذ أبريل من عام ..2003 كما طالب رؤوف حكيم بتقوية مجموعة مراقبة الهدنة الجارية بين القوات الحكومية والنمور منذ فبراير 2002 بوساطة نرويجية. وقد دان مؤتمر الدول المانحة نمورَ التاميل في اجتماعه بطوكيو في 22 ديسمبر الماضي وهدد بالتبعات الخطيرة لو استمروا في عرقلة السلام وخرق الهدنة. وفي نفس الوقت امتدحت الدول المانحة مسلمي سيريلانكا في بيان رسمي على ضبط النفس الذي مارسوه إزاء استفزازات التاميل. ويطالب مسلمو شرق سيريلانكا من الحكومة مدهم بالسلاح لكي يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم بأنفسهم بسبب عجز الجيش وقوات الأمن عن القيام بواجبها إزاء المسلمين العزل بينما نمور التاميل مسلحون بأحدث الأسلحة. وقد طالب المسلمون أيضا بتكوين فرقة للمسلمين داخل الجيش لتأمين تواجد لهم داخل الجيش . ومسلمو سيريلانكا يمثلون 8 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم 20 مليون نسمة. وهم ثاني أكبر مجموعة دينية في البلاد بعد البوذيين. وفي هذه الأثناء أعرب الرئيس (ماهيندرا راجباكسيه) الذي أنتخب في نوفمبر الماضي عن استعداده للتفاوض مع النمور في أي مكان خارج البلاد لبحث الهدنة وبذلك قد تنازل عن موقفه السابق القائم على عدم التفاوض مع النمور إلا داخل سيريلانكا.. وكانت المحادثات بين الجانبين قد تعثرت سابقا عندما أصرت حكومة الرئيسة السابقة (كوماراتونغيه) بإجراء المفاوضات داخل البلاد فحسب. وقد سبق للنمور أن طردوا نحو مئة ألف من المسلمين في شمال وشرق البلاد بعد سيطرتهم عليها في أكتوبر سنة .1990 ومن بلدة جافنا وحدها طردوا 28000 مسلم ومسلمة رغم أن المسلمين أيضا هم من عنصر التاميل إلا أنهم لا يؤيدون سياسة نمور التاميل الذين ينتمون الى الديانة الهندوسية ويعملون على خلق دولة تاميلية مستقلة في شرق وشمال البلاد. وقد فضلت غالبية المسلمين الاستمرار في العيش في المخيمات بدلا من العودة الى مناطقهم عقب بدء الهدنة وذلك بسبب انعدام الأمن بمناطق التاميل. وقد قتل نحو 64 ألف شخص خلال الحرب الأهلية التي بدأها نمور التاميل المطالبين بدولة تاميلية مستقلة في سيريلانكا.ومن جهة أخرى يشعر المسلمون أنه تم تهميشهم وإبعادهم عن عمليات الإغاثة لضحايا تسونامي رغم أنهم كانوا أكثر تضررا من ويلاته. وكانت نسبة المسلمين 8ر40 في المئة من مجموع القتلى بسبب التسونامي في 26 ديسمبر من العام الماضي والذين بلغ عددهم 30 ألف قتيل في سيريلانكا وحدها، الى جانب غالبية المسلمين بين المشردين بسبب التسونامي. وقد سبق أن اعترض المسلمون بشدة بسبب إخراجهم من إدارة الإغاثة رغم إشراك نمور التاميل فيها بعد أن هدد النمور بمقاطعة الإغاثة في مناطقهم لو لم يتم إشراكهم في إدارتها.