من المعروف وحسب قرار قديم للإصلاح الاداري فإن قطاع التطوير الاداري يرتبط تنظيماً ومباشرة برئيس الجهاز وذلك بحكم المهام الموكلة لهذا القطاع وهي مهام ذات علاقة بالتنظيم، والتدريب، والتطوير المستمر للعملية الادارية، وبيئة العمل بشكل عام بكافة عناصرها وأهمها العنصر البشري. في وزارة التربية والتعليم ربطت وكالة التخطيط والتطوير للوزارة بقطاع البنات، أي بنائب الوزير لتعليم البنات، وفي هذا الربط خطأ تنظيمي ليس لمجرد انه مخالف لقرار الاصلاح الاداري ولكن لأنه مخالف لواقع العمل، فهذا القطاع يخدم الوزارة ككل وليس قطاع البنات فقط، وبالتالي فإنه لكي يؤدي هذا الدور لابد ان يرتبط برئيس الجهاز حتى يكتسب القوة التنظيمية التي تمكنه من القيام بمسؤولياته في قطاعي البنين والبنات. في الوضع الراهن المستجد فإن التخطيط والتطوير الاداري المرتبط بقطاع البنات يخطط للجميع رغم ارتباطه بالنائب، فكيف يكون التنسيق والمتابعة، وكيف يكون بإمكان ادارة تابعة لتعليم البنات ان تعد وتنفذ خطة للوزارة ككل، وما هو دور المسؤولين في قطاع البنين، وكيف يتم رسم خطط التدريب، ومتابعة تنفيذها، وما هو الهدف التنظيمي من ربطها بقطاع البنات؟. واذا اردنا ان نتعرف اكثر على دور قطاع التخطيط والتطوير الاداري فلنقرأ مهامه ومنها إعداد الخطط السنوية والخمسية واقتراح تطوير التنظيم الاداري، وتنمية مهارات العاملين، والتنسيق بين قطاعات الوزارة لوضع مقترحات الخطط، وإعداد التقارير، واجراء الدراسات التنظيمية، واقتراح تطوير أساليب العمل، ومتابعة خطط التدريب. هذه المهام لا تخص البنين ولا تخص البنات، وانما هي مهام مركزية وهذا القطاع لا يصنف من الادارات التنفيذية، أو الادارات المساندة، أو الانشطة الرئيسة، وانما يصنف من القطاعات التخطيطية أو المركزية التي لابد ان ترتبط بقمة الهرم التنظيمي للجهاز، وذلك تحقيقاً للنظرة الشمولية والتوازن في التخطيط، وتنسيق الجهود وتوحيدها من أجل عمل متناغم يحقق التكامل ويبتعد عن الازدواجية وعندما نتحدث في التنظيم عن مركزية التخطيط ولا مركزية التنفيذ فهذا المبدأ لا يطبق داخل الأجهزة فقط وانما على مستوى الدولة ككل، وفي هذه الحالة فإن مسؤولية التخطيط والمتابعة في التنظيم الرسمي للدولة لا تصبح من الناحية التنظيمية ان ترتبط بقطاع آخر وانما ترتبط برئيس مجلس الوزراء، وهل يمكن ربط وزارة التخطيط مثلاً بوزارة أخرى؟ أو بعضو من اعضاء مجلس الوزراء؟ اما التدريب وهو نشاط ضمن مظلة التطوير فقد ارتبط جزء منه بوكالة التعليم والجزء الآخر ارتبط بوكالة التخطيط والتطوير المرتبطة تنظيمياً بقطاع البنات. الخطة التطويرية إذن متفرقة وتحتاج إلى تجميع والمسؤول عن تجميعها لكي يكتسب الدعم التنظيمي لا بد ان يرتبط بالوزير وليس بمستوى تنظيمي أقل بصرف النظر عن مسميات الاشخاص فهذا الموضوع له صلة بالتنظيم وليس له علاقة بالأسماء فالاسم يتغير والموقع التنظيمي ثابت، والعمل المؤسسي هو الذي يعتمد التنظيم الذي ينطلق من أسس موضوعية، ويترجم أهداف الجهاز، وأهمية كل قطاع، ويأخذ في الاعتبار طبيعة المهام والمسؤوليات والأنشطة التي يقوم بها كل قطاع. ان التنظيم الجيد هو التنظيم الذي يحقق انسياب العمل، وسلاسة الاجراءات، والابتعاد عن الازدواجية، ووضوح خطوط الاتصال، والتنظيم في النهاية هو أداة أو وسيلة لتحقيق الأهداف. ويرى البعض ان التنظيم الجيد هو التنظيم الفعال والكفء، وهم يفرقون بين الفاعلية والكفاءة، ولهذا يقول احد المختصين: «علينا أن نتأكد ان ما نفعله بكفاءة هو ما يجب أن نفعله». أعود إلى هيكل الوزارة فأجد أن التخطيط المدرسي وهو جزء من التخطيط الشامل لا يرتبط بوكالة التخطيط والتطوير بل بالشؤون المدرسية.