نراها مع إشراقة كل صباح حين كنا نذهب لمدارسنا.. لجامعاتنا... والآن لوظائفنا وما زلنا نراها بنفس الشكل!! تلك العلب البرتقالية الضخمة التي تحشر داخلها الفتيات حشراً... وبنفس الصوت!! الذي يحن ويئن بفعل الزمن الذي مال وجال عليها بلياليه الباردة وشمسه الحارقة!! ونرى ذلك جلياً فجسدها اعترته الصدمات والكدمات.. ومن الداخل أثاث مهترئ وتالف.. فكم من الأقدام والأجساد وطنته!!.. تاريخ ميلادها تجاوز الثلاثة عقود!! حتى إن قطع الغيار لم تعد متوفرة!!.. ناهيك عن أعدادها!! فالمدارس تزيد وأعداد الباصات كما هي إن لم تكن تنقص.. فبعض المدارس تستنجد بحافلات المدارس الأخرى.. مما ينتج عنه ضغط وتعطيل الطالبات... والأصعب من ذلك عندما يتعطل ذلك الباص الوحيد للمدرسة!!... والمبكي فعلاً وجود مدارس بلا باصات!!!.. فمع وجود نظام الدمج الآن في المدارس تظهر بعض الأسر التي ابتليت بأبناء لديهم بعض القصور وصعوبات في التعلم ان يتركوا مدارس الدمج التي لا غنى لأبنائهم عنها لعدم وجود حافلات والنقل لمدارس لا يتوفر فيها نظام دمج فقط لأنها الأقرب!!.. ولا يخفى على الكثير ان هناك أسراً من ذوي الدخل المحدود والتي لا تستطيع توفير نقل خاص ناهيك عن مشاكل النقل الخاص من تأخير وقلق على الطفلة.. ولا شك ان هذا يعني تأخراً علمياً للطالبة وتراجعا لحالتها والتي لا تحتاج لمزيد من التأخر!!.. كلنا أمل من وزارة التربية والتعليم والتي شهدت اصلاحات ملموسة والتي لا تدخر جهدا في السعي لايجاد حل لهذه المشكلة التي تترتب عليها أمور كثيرة.. وما أروع وأجمل من السعي في تفريج الكربات.. وتسهيل الأمور للناس.