كنت قد كتبت نثاراً عن المدارس الأهلية وقد تلقيت الرسالة التالية من المسؤول عن العلاقات العامة في مدارس المملكة: «نشير إلى مقالتكم (قضية المدارس الأهلية) المنشورة في صحيفة (الرياض) يوم الاثنين الثامن من ذي القعدة 5241ه وتصنيفكم لها إلى مستوى راق وأقل مستوى من حيث رواتب المعلمين ولأنه يهمك التعرف على ما يجري حقيقة في هذا الجانب يسرنا أن نطلعكم بأن مدارس المملكة بمدينة الرياض والتي لم يمض على إنشائها سوى أربع سنوات فقط قد تبنت وضع المعلم والمعلمة في أعلى قائمة أولوياتها إذ أن المعلم هو المتغير الأهم في التأثير على الناتج التعليمي واعتمدت لذلك سلم رواتب لا يقارن بأي مدرسة أخرى في المستوى الراقي الذي تحدثت عنه... وإضافة إلى الرواتب المجزية فإنها توفر جواً تعليمياً ومصادر تعليمية غير مسبوقة محلياً وعربياً حيث تمتد فيها شبكات الحاسب الآلى إلى مقعد كل طالب وطالبة وتحدد عدد الطلاب في الفصل بثمانية عشر طالباً كحد أعلى، بالإضافة إلى تخصيص مساحات واسعة للملاعب والمختبرات ودور العرض والمكتبات وجميعها مرتبطة بشبكة المعلومات العالمية «الانترنت» ويضاف إلى ذلك الشبكة الداخلية «الانترنت» ومع كل ذلك فإننا نلاقي صعوبة كبيرة في السعودة وخاصة في مدارس البنين حتى في المواد الدينية التي يفترض أن العرض فيها يفوق الطلب بمراحل، أما بقية المواد فإن الحديث عن السعودة فيها ضرب من العبث فإن وزارة التربية والتعليم تستغرقهم جميعاَ وتذهب بعد ذلك إلى الخارج للتعاقد... إننا بحق أمام خيارات صعبة فالتعليم المتميز تكلفته عالية كما انه مسألة غير ممكنة إذا كان المعلمون والمعلمات لا يملكون المهارات الأساسية في الحاسب الآلي واللغة... إلخ». وتعليقاً على ما قاله أقول بأنه ليس هناك تعليم متميز وغير متميز بل تعليم واحد هو هذا الذي يطبق في مدارس المملكة، وإذا كانت تكلفته عالية فإن تكلفة التعليم عالية حتى بالنسبة للآباء الذين يلحقون أبناءهم وبناتهم بمدارس حكومية أو مدارس أهلية ذات رسوم منخفضة لأنهم بعد ذلك يصرفون مبالغ طائلة في الدروس الخصوصية وخاصة في دورس الحاسب الآلي وبعضهم أو معظمهم يرسلون أبناءهم في الصيف إلى الخارج للالتحاق بدورات لتعليم اللغة الإنجليزية ولهذا فإن الأفضل لهم أن يلحقوهم بمدارس كمدارس المملكة التي تغنيهم عن أخذ دروس خصوصية، والدولة تصرف 52? من ميزانيتها على «التعليم» ومع ذلك لا تؤمن المتطلبات الأساسية للتعليم، ولهذا يجب أن يتحمل الآباء جزءاً من هذا العبء وهم كما قلت يدفعون ما يقابله في الدروس الخصوصية التي غالباً ما تكون رشوة للمعلمين دون أن يستفيد منها الطالب أو الطالبة ولو انه يضمن النجاح في الامتحان ولكنه يظل بعد ذلك أمياً طيلة حياته، فهل يمكن أن نعي هذه «البديهية»؟