اولاً، ليس لعنوان المقال علاقة البتة برواية «بنات الرياض» التي احدثت ضجة مفتعلة في الوسط الثقافي مؤخراً وإنما موضوع المقال يدور حول خبر نجاح سيدتين سعوديتين في الوصول الى سدة مجلس الإدارة في الغرفة التجارية بجدة. لكن هذا على كل حال لا يمنع من الحديث عن رواية بنات الرياض من زاوية اتجاه ملحوظ لدى بعض الجهات في الأوساط الثقافية والإعلامية لعمل «قبة» من حبة!! حتى لو كانت هذه الحبة مجرد رواية عادية جداً كل ما فيها انها دلفت الى العالم السري للبنات!! فنقول كما قال صديق لي في معرض تعليقه على الثقافة والفكر لدينا حيث يقول «نحن في خضم التنافس الثقافي العربي مبتلون بإصدارات ثقافية لا تحرك الراكد ولا تطرح معاناة ولا تناقش قضية ومع ذلك يتم النفخ فيها وإشهارها بفرقعة اعلامية ومبالغة جوفاء وكأن الناس لا تقرأ ولا تقيم»!!. ونعود الى محور حديثنا (سيدات جدة)!! ايضاً نلاحظ ان هناك تضخيماً مفتعلاً واحتفالية غير عادية لمجرد ان سيدتين نجحتا في الوصول الى مركز قيادي في غرفة ما او جهة ما!! مرة اخرى، لماذا تحدث البهجة المكسوة بعلامات الاستغراب الممزوجة بنوع من الفخر والمباهاة لهذا الخبر وغيره مع التركيز المتزايد على جنسية المرأة وأنها «سعودية»!؟ حدث هذا في حالة سيدات جدة وقصة اول قائدة للطائرة (هنادي) وتقرير اول فارسة سعودية (ابو تاية!!) وغيرها وقد نفاجأ بظهور اول قائدة دراجة نارية وأول عازفة كمنجا وأول غطاسة (يا رب تغرق من اول نطة)!! والحبل على الجرار. هل جئن السعوديات من كوكب زحل والرجال من عطارد حتى يتم اعطاء هذه الحالات اكبر من حجمها؟ لدينا أستاذات وطبيبات وأديبات وكاتبات ملء السمع والبصر وفي اغلب مدارس البنات يوجد نساء قياديات في مجال عملهن (مديرات المدارس) وفي بعض المؤسسات الحكومية وكذلك في شركات القطاع الخاص يعيش بيننا عدد لا بأس به من النساء المتميزات والرائدات في عملهن وإنجازاتهن ولا غرابة، فلماذا يتم تجاهل كل ذلك ويتم حصر تميز السعوديات مع نوع من الفخر الوطني الجامح في حالات استثنائية جداً؟. يبدو انه سؤال محرج لأولئك الذين يريدون ادخالنا قسراً في جحر الضب!! بدون مراعاة لكم هائل من قيمنا وعاداتنا وطباعنا وأركز على خصوصيتنا الاجتماعية التي تميزنا عن غيرنا من الشعوب والأمم.