أخبرني أحد العاملين في شركة الاتصالات السعودية أن امرأة اتصلت به لتسأل عن فرع رفع نسائي لأحد البنوك للاستفسار عن المساهمات وكانت منفعلة جداً وبعد أن أعطاها الرقم قالت له بصوت تغالبه العبرات.. ياولدي لا تبخل على زوجتك بأي شيء، متعها واعطها فإن عطية الزوج وانفاقه على زوجته له وقع مؤثر في نفسية الزوجة بل يشعرها بقوته ومدى احتياجها إليه وفي نفس الوقت يقربه من قلبها ونفسها وتكون أكثر عطاءً وأماناً وإنتماء.. ثم استرسلت.. زوجي حسبي الله عليه لا ينفق علي بل يستغل اسمي في دفتر العائلة في الأنشطة التجارية والمساهمات دون علمي بل يسمح لنفسه بمعرفة رقم حسابي ويأخذ من مالي دون علمي وليته اذا باع هذه الأسهم أو كسب من نشاطاته التجارية أو زيادة في راتبه يعطيني هدية.. واعتذرت من الموظف المندهش.. وأغلقت السماعة. هذه المرأة من الواضح أنها كانت في وضع نفسي سيئ جداً وتعاني من الكبت الذي تقع فريسته كثير من الزوجات بسبب ظلم الزوج واهدار الحقوق أياً كانت مالية أو معنوية ايضا غياب الحوار الزوجي والمصارحة بين الزوجين مهما كانت مدة الزواج وغياب الجهات المنصفة التي تعطي مجالاً للمرأة في بث شكواها مهما طالت دفعها للحديث مع الموظف الذي سارع مشكورا الى اتخاذ قرار المساعدة عبر وسائل الاعلام مقترحا طرحها كمشكلة تعاني منها النساء في مجتمعنا وتحتاج إلى حلول عملية. وفي اعتقادي أن المشكلة تكمن في ضعف الوازع الديني والجهل التام بحقوق الزوجة على الرغم من تميز مجتمعنا الإسلامي بإسلاميته.. وأكاد أجزم أن معظم الازواج لا يعرفون من حقوق الزوجة الا أن تسجد لزوجها أو أن الأصل هو التعدد.. أي ما يتوافق مع رغبات الزوج وما عدا ذلك أمر غير هام!! وبعض مؤسسات المجتمع التعليمية والدينية وحتى الإعلامية نشطت في التركيز على مكانة الرجل وحقوق الزوج ومنزلته وما ينبغي له وأهملت بالمقابل مكانة المرأة في المجتمع وحقوق الزوجة ومنزلتها وما ينبغي لها.. وهذه من أخطر الأمور التي تواجهها معظم النساء في المجتمعات الإسلامية والعربية.. العدل والمساواة الشرعية في الحقوق والواجبات أمر رباني ورد في أكثر من آية في القرآن الكريم، لذلك لابد من تصحيح واصلاح لوضع كثير من الزوجات ينطلق من مؤسسات التعليم التي لابد أن تخصص مناهج لحقوق الزوجة والأرملة والمطلقة وغير المتزوجة.. ايضا المؤسسات والهيئات الدينية والأجهزة الاعلامية عليها القيام بنفس الدور. ص.ب 25513 الرياض 11476 [email protected]