قرأت عدداً قديماً من المطبوعات الخليجية التي امتلأت بها الأسواق والتي تهتم أساسا بالشعر والفن وأهله وتفرد المساحات الكبيرة لتثقيف القراء وخاصة الشباب والشابات بهذه الفنون التي لاتقدم شيئا سوى التسلية فقط. فوجدت اهتماما كبيراً بجذب الشباب من خلال فتاة الغلاف المنتقاه سواء كانت شاعرة أو فنانة أو مذيعة.. !!! المهم أن المضمون من الغلاف إلا الغلاف لايتعدى قضايا الشعر والتي غالبا ماتدور في فلك الحب ووصف المحبوبة والمعاناة التي يعيشونها! إلى هنا والأمر مقبول نوعا، لأن التغني بالحب شعرا أو رقصا ظاهرة ألفناها في هذا الزمان. ولكن ما لفت انتباهي وأدهشني في نفس الوقت لقاء مصور مع مذيعة اشتهرت قريباً يوضح كيف تقضي يومها أي ان المحرر مع المصور أمضيا معها أربعة وعشرين ساعة لتعريف القراء.. متى تصحوا وماذا تأكل كيف تقضي يومها وكيف تنام..!! الخ والهدف تثقيف الشعب الخليجي وربما العربي بهذا النموذج الفريد لاستثمار الوقت! حقيقة لست أعني هذه المجلة بحد ذاتها وإنما هي نموذج لنوعية من المجلات التي انتشرت بشكل كبير وهي في مضمونها بين الإثارة بكل معانيها كطرح موضوعات لا تشكل ظواهر اجتماعية وتضخمها منها مثلا مليونيرة خليجية لم تجد حتى الآن الزوج المناسب! فمن المسؤول والمحاسب عن تفشي هذا الإعلام الركيك؟ الذي لايخدم إلاجيوب أصحاب هذه المؤسسات! ألا يعلم هؤلاء أن فكر الشباب أمانة لايجب تضليلها إلى هذه الدرجة المحزنة؟ فإذا كان ولابد من طرح لقاء مع مشاهير فليبحثوا عن النماذج المشرقة في مجتمعاتنا الخليجية والعربية المسلمة ليتعرف القراء من الشباب من خلالها كيف يقضوا يومهم حتى وصلوا إلى الريادة في مجالاتهم.. فهناك من الأطباء المشاهير والعلماء والمفكرين ومن القادة والمسؤولين وأيضا من النساء الرائدات في شتى المجالات.. هم أحق بأن نتعرف إلى ما وصلت إليه من علم وفكر؟ لامذيعة مبتدئة تتقن فن الماكياج أكثر من إلمامها باللغة العربية! ألستم معي في ثقافة الكرة والشعر يجب أن تخف حدتها في الوقت الحاضر؟ وأن فكر الشباب لابد أن يوجه للعلم ولاشيء غيره؟ خاصة وأن بلدان الخليج بأكملها أنعم الله عليها بمختلف الثروات بترول ومعادن ومناجم.. الخ وهي تحتاج إلى آلاف التخصصات العلمية للبحث والتطوير والاختراع أسوة بالدول المتقدمة التي تخرج علينا في كل يوم باختراعات جبارة خدمة الإنسانية جمعاء. وشبابنا قادر على تحقيق ذلك كآبائه المسلمون صانعوا الحضارة الحديثة. ص. ب 25513 الرياض 11476 [email protected]
