قام رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس بزيارة سريعة إلى العراق تفقد خلالها القوات البريطانية واجرى محادثات حول مستقبل العراق بعد الانتخابات التشريعية التي شهدها الاسبوع الماضي. وحطت طائرة بلير وسط اجراءات امنية مشددة في مطار مدينة البصرة الجنوبية في رابع زيارة له للعراق منذ اجتياح هذا البلد بقيادة اميركية في اذار - مارس 2003. وكالعادة فرض تعتيم اعلامي كامل على وصوله لاسباب امنية. والتقى بلير خلال زيارته الجنرال جورج كيسي قائد القوات الاميركية في العراق والسفير الاميركي زلماي خليل زاد اضافة إلى عدد من كبار الدبلوماسيين والعسكريين البريطانيين لمناقشة الامن والسياسة وتواجد القوات الاجنبية في العراق. وصرح المتحدث للصحافيين ان الزيارة «تهدف في جزء منها إلى الحصول على تقييم للانتخابات العامة.. والحصول على تقييم عسكري للوضع الامني وتبادل الاراء مع الاميركيين حول المستقبل». وردا على سؤال حول ما يعني ب«المستقبل»، تحدث الناطق عن ضرورة اعلان نتائج الانتخابات التي جرت في 15 كانون الاول - ديسمبر وما يتبعها من تشكيل حكومة عراقية جديدة. واضاف ان قدرة الجيش والشرطة العراقية على استعادة السيطرة الامنية تعتبر كذلك من العوامل المهمة. وتأتي زيارة بلير إلى العراق في وقت حرج بالنسبة لهذا البلد الذي يسعى جاهدا إلى الوقوف على قدميه عقب الاطاحة بنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وينتظر العراقيون نتائج اول انتخابات ستنبثق عنها اول حكومة دائمة منذ الاطاحة بنظام البعث برئاسة صدام حسين. والمحت لندن إلى انها تأمل في البدء في سحب قواتها من العراق اعتبارا من العام 2006 حالما تصبح قوات الامن العراقية جاهزة لتولي الامن. وتعتبر الانتخابات عنصرا مهماً في تمهيد الطريق لخروج القوات البريطانية من العراق. واكد المتحدث باسم بلير ان تقدما يحرز في العراق رغم العنف اليومي. واشار إلى ارتفاع في نسبة المشاركة عبر الانتخابات الثلاثة التي جرت في العراق وهي الانتخابات لاختيار حكومة مؤقتة في كانون الثاني - يناير والاستفتاء على الدستور في تشرين الاول - اكتوبر والانتخابات التشريعية الاسبوع الماضي. وقال «لكن ذلك لا يعني ان كل مشاكل العراق قد حلت، بيد اننا نرى مشاركة متزايدة في الانتخابات ومشاركة اكبر للسنة في العملية السياسية». واضاف المتحدث ان اعدادا متزايدة من السنة، الذين كانوا يهيمنون على الحكم ابان نظام صدام حسين ويعتبرون من اشد المعارضين للحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق، يقولون ان الطريق لضمان مشاركة اكبر لهم «هو من خلال السياسة وليس التمرد». وبعيدا عن السياسة، فإن احدى اولويات زيارة بلير هذه هي شكر الجنود البريطانيين البالغ عددهم نحو ثمانية آلاف والمنتشرين في المحافظات الجنوبية الأربع، لتوليهم هذه المهمة بعيدا عن ديارهم خصوصا في فترة عيد الميلاد.