تعد بلدة غلاشويت في شرق المانيا نادرة مثل الساعات الجميلة المعقدة التي ينتجها صناعها المهرة. وفي هذه البلدة الجميلة ينتج صناع الساعات التقليديون ساعات يشيد بها الخبراء وقد يصل ثمن القطعة الواحدة منها إلى نحو 500 الف دولار مما يجعل من غلاشويت قصة نجاح نادرة في منطقة يبلغ معدل البطالة فيها نحو 17 بالمئة. وتتكلف الساعات الذهبية والبلاتينية التي تنتجها حاليا ايه. لانغ اند سوين وغلاشويت اوريجينال أكبر شركتين في البلدة القريبة من الحدود التشيكية آلاف الدولارات وتنافس كبار صناع الساعات في سويسرا مثل باتيك فيليب او فاشيرون. يقول كريستيان فايفر بيلي رئيس تحرير مطبوعة كلاسيك اورين المختصة بالساعات «انها حقا ساعات جميلة للغاية». ويعمل نحو 800 شخص حاليا في صناعة الساعات في غلاشويت في ساكسوني وهو نجاح كبير في منطقة انهارت فيها تجمعات صناعية كبيرة منذ اعادة توحيد شطري المانيا عام 1990. والموقع النائي للبلدة التي تقع في منطقة ارتسجبرج خارج درسدن مثالي لصقل المهارات الخاصة لصناع الساعات التقليديين. تقول كريستين ريختر وهي تدير برفق مفتاح ضبط الدقائق في ساعة لم تستكمل بعد تنتجها لانج «نحتاج للهدوء وللقدرة على التعامل مع مشكلات بالغة الصعوبة». والتعقيد الرائع لآلية عمل الساعة ودقة كل مكون صغير هو ما يجتذب المتحمسين المستعدين لدفع ثمن منزل لشراء ساعة يد يعرف منها صاحبها الوقت مثلها مثل أي ساعة الكترونية ثمنها عشرة دولارات فقط. واعقد ساعات لانغ وهي (توربوغراف الجديدة) تحتوي على أكثر من ألف قطعة منها سلسلة لنقل الحركة في سمك شعرة مكونة من 633 جزءا لتبقي على عزم تدوير الساعة ثابتا. هذا المكون بالإضافة إلى (التوربيلون) وهو مكون دوار معقد صمم لمعادلة الأثر السلبي للجاذبية على الية عمل الساعة يعتبران قمة فن صناعة الساعات ويفسران بعض الشيء وصول ثمن الساعة توربوغراف إلى 380 الف يورو (447500 دولار). وفضلا عن الدقة الميكانيكية فإن سحر الشركات التي لا تنتج سوى بضعة ألوف من الساعات سنويا مؤكد وترجع جذوره إلى العادات الخاصة في هذه البلدة. فعندما أسس فرديناند اودلف لانغ أول ورشة ساعات في غلاشويت في عام 1845 قام بتدريب عمال محليين منهم من يصنعون السلال واكد بشدة على أهمية تطوير المنطقة التي كانت فقيرة في ذلك الوقت. وخلال القرن التالي وبعد ان اتبعت اسر اخرى خطى لانغ اصبحت البلدة معروفة على مستوى العالم في عام 1898 عندما أهدى القيصر فيلهلم الثاني سلطان تركيا ساعة رائعة مرصعة بالجواهر من صنع لانغ موجودة الآن بمتحف توبكابي في اسطنبول. وقال فرانك مولر رئيس غلاشويت اوريجينال «السبب الرئيسي وراء الانتعاش انه في حين كانت صناعة الساعات في الغرب مدمرة بسبب اختراع ساعات الكوارتز الأكثر دقة والأرخص ثمناً بكثير من الساعات الميكانيكية ظلت صناعة الساعات الألمانية باقية بدعم من الحكومة». وقال مولر «كان من المهم للغاية الا تضيع معرفة وخبرة صناع الساعات هؤلاء».