كان لنا موعد مع مركز سعود الباطين الخيري للتراث والثقافة في مدينة الرياض يوم 11 من الشهر الجاري فتوجهت أنا وزملائي: الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب استاذ الكتابات والتاريخ القديم والدكتور علي الطايش استاذ الآثار الإسلامية في جامعة الملك سعود وضيف الموعد الأستاذ الدكتور محمد محمد مرسي الكحلاوي أمين عام اتحاد الآثاريين العرب وأستاذ الآثار الإسلامية في جامعة القاهرة حالياً وجامعة الملك سعود سابقاً. وقبل الحديث عن الزيارة ومحتويات المركز لعلي أوجز للقارئ الكريم لأقول إن قصة انشاء هذا المركز تعود الى جهود مؤسسة الشيخ عبداللطيف بن سعود البابطين وولعه بالمخطوطات ونوادر الكتب ذلك الولع الذي بلغ عمره اكثر من نصف قرن من الزمان. كان الهدف من الزيارة هو الاطلاع على المركز وكنوزه من الكتب النادرة والمخطوطات القيمة وكان الموعد مع مدير عام المركز الأستاذ عبدالرحمن بن عمر المحسن ولحسن الحظ وجدنا المشرف العام على المركز الأستاذ عبدالرحمن بن عبداللطيف البابطين في استقبالنا مع المدير العام. وبدأنا بمناقشة عدد من الأفكار الثقافية والمشاريع العلمية التي قد يقوم بها المركز أو يدعمها أو يساعد على تحقيقها من خلال التعاون مع اتحاد الآثاريين العرب، وبلورة بعض النقاط التي يمكن أن يتم التعاون فيها. وفي واقع الأمر وجدنا كل ترحاب وتجاوب من الأخوين ووعدا بمناقشة جميع ما يقدم الى المركز من أفكار تخدم الأمتين العربية والإسلامية في مجال العلوم والثقافة وبعد مناقشة سبل التعاون بين اتحاد الآثاريين العرب ومركز سعود البابطين الثقافي. فالمركز يضم مكتبة نواتها المكتبة الشخصية للشيخ عبداللطيف بن سعود البابطين مؤسس المركز بالاضافة الى العديد من آلاف الكتب في مجالات العلوم المعرفية المختلفة، ونماذج فريدة من دواوين الشعر، وكتب اللغة العربية والعلوم الشرعية، وآلاف المخطوطات النفيسة، والمجلات، والدوريات، والحوليات، ويمكن القول إن المركز يكون مكتبة مركزية مصغرة تحتوي على مختلف العلوم. وأيضاً عدد من الوحدات الفنية التي منها مركز لترميم المخطوطات يوجد فيه أحدث الأجهزة والمواد المستخدمة في الترميم. ويوجد قسم يعنى بتجليد الكتب القدمية التي قضت العوامل الطبيعية عليها. ويوجد قسم يهتم بالتوثيق والفهرسة يعمل فيه عدد من العاملين المهرة ذوي الخبرة الطويلة في هذا المجال. وهناك مستودع مهيأ لحفظ المخطوطات وخزنها، ويشتمل المركز على قائمة استقبال ضخمة وقاعة عرض مزودة بأحدث الأجهزة بالإضافة إلى قاعة لكبار الزوار. ويحتوي المركز على مصادر معلومات نفيسة قد لا توجد في غيره من المراكز وأماكن احتواء مصادر المعلومات على اختلاف أنواعها ومرد ذلك الى شراء مؤسسة للمكتبات الخاصة سواء في المملكة العربية السعودية أو البلدان العربية والتي من بينها ما يحتوي على كتب قديمة ومؤلفات نادرة. ولن أفصح عن النقاط التي تم البحث فيها بين المشرف العام على المركز وأمين عام اتحاد الآثار بين العرب لأنها سوف تبحث بينهما وقد يصلا إلى اتفاق وقد يحدث العكس، ولذا ندعها مرهونة بوقت الاتفاق عليها ومع ذلك تحدوني الرغبة ان اطرح ثلاث مقترحات على القائمين على المركز قد يكون في تبنيهما فائدة عظيمة لتاريخ الجزيرة العربية، الاقتراح الأول يتضمن انشاء قاعة قراءة تخصص لتاريخ الجزيرة العربية بمختلف مراحله منذ العصور الحجرية وحتى الوقت الحاضر ويعمل على جلب المصادر من كتب وتقارير ومخطوطات ومجلات ودوريات الى هذه القاعة التي ان وجدت سوف تكون ميزة من مميزات هذا المركز المتعددة، والمقترح الثاني يتضمن انشاء متحف ملحق بالمركز يعرض فيه نماذج من تراث بلادنا. أما المقترح الثاث فيتضمن قيام المركز بمشروع ترجمة لأهم ما نشرعن تاريخ الجزيرة العربية وآثارها من مقالات وكتب وموسوعات. وقد أعطينا لادارة المركز وعداً أن نقدم أفكارنا مكتوبة لهذا المركز الثقافي الذي بدأ بالرغم من قصر عمره يأخذ مكانته بين المراكز الثقافية المهمة في المملكة العربية السعودية من خلال تنوع نشاطه واستمراره ومشاركاته في الفعاليات الوطنية.