أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أهمية المخطوطات والمسكوكات وضرورة حفظها والعناية بها، لما لها من دور في إبراز ثقافتنا، وعمقها التاريخي والإسلامي، وامتدح خلال افتتاحه مساء امس مكتبة المخطوطات، والمسكوكات والوثائق التاريخية، والفرمانات والمكتبة الإلكترونية، في مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة، دور عائلة البابطين في رفد الثقافة من خلال جهودها المتنوعة. وقال عقب افتتاحه للمكتبة الإلكترونية ومكتبة حقوق الإنسان التي تعد اول مكتبة متخصصة في المملكة تعنى بهذا الجانب: انا سعيد بما رأيت واشعر حقيقة بالفخر من هذا الجهد المبارك الذي يقوم به الشيخ عبداللطيف البابطين، واضاف: لقد سعدت ايما سعادة وانا اشاهد عدداً متنوعاً من المصاحف القديمة والمسكوكات والفرمانات التي تعكس حب هذه العائلة للعلم والثقافة ودعمها للعلم الذي لا يوجد اشرف من خدمته ولا اروع، ومضى الوزير خوجة يعدد مآثر هذا الجهد قائلاً: لقد كنا في السابق نقضي الشهور في الحصول على مرجع او مخطوط يفيدنا في دراساتنا، ولكن الآن ولله الحمد بات بمقدرونا اختزال الجهد والوقت والحصول على المعلومة في دقائق ولعل مركز البابطين احد الروافد المهمة لدعم هذا الجانب. البابطين ل «الرياض»: بيروقراطية المؤسسات الثقافية قتلت العمل الثقافي ولهذا لم نتعاون مع أي جهة وكان الوزير قد دشن المكتبة المركزية ومكتبة حقوق الإنسان بحضور نخبة من المثقفين والسفراء ورجال الأعمال ثم اطلع على محتويات المركز واستمع الى شرح مفصل من المشرف العام على المركز الأستاذ عبدالرحمن بن عبداللطيف البابطين وطالب خلال شرحه وزير الثقافة والإعلام انشاء معهد متخصص في المخطوطات يقوم بتأهيل الطلاب لخدمة هذه المخطوطات النادرة، مشيراً الى ان المركز رغم امكاناته المادية وحرصه على خدمتها الا ان ندرة المؤهلين للتعامل مع المخطوطات نادرون، وقد وعد الدكتور خوجه بدراسة الموضوع ودعمه بما يستطيع طالما ان الهدف ثقافي ويصب في خدمة الثقافة والوطن. د. خوجة يطلع على المكتبة المركزية من جهته طالب الأستاذ عبدالرحمن بن عبداللطيف البابطين المشرف العام على مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة بإدراج المخطوطات في المناهج الجامعية لتأهيل اكبر عدد من الطلاب لخدمة المخطوطات باعتبارها وثائق مهمة واضاف: نجد مشكلة كبيرة في التعامل مع المخطوط من حيث معالجته وحفظه وتوثيقه بسبب ندرة المتخصصين في التعامل معها، فبالرغم من وجود اكثر من اربعة عشر ألف مخطوطة لدينا، الا اننا لم ننجز منها سوى تسعة آلاف، بسبب قلة المؤهلين لمعالجتها، حيث ان المركز لدينا ليس لديه سوى فردين يقومان بهذه المهمة. وكشف البابطين عن توجه المركز لإنشاء معهد متخصص يتم دعمه وتمويله من قبلهم لخدمة هذا الهدف الثقافي والوطني الكبير وطالب في كل الجهات ذات العلاقة بتسهيل هذا العمل ليكون تحت مظلة الدولة وبشكل رسمي يضمن من خلاله اداء دوره الوطني والثقافي بشكل سليم ورائع كما يمكن الطلاب المتخرجين منه مؤهلين ويحمل شهادة رسمية معترف بها حتى لا تشضيع جهودهم هباء. عبدالرحمن البابطين متحدثا ل «الرياض» وفي رد ل "الرياض" حول مدى تعاونهم مع الجهات الثقافية الرسمية في الدولة والاستفادة من تجربتها قال: الحقيقة لا تبدو الفكرة مشجعة فالمؤسسات الثقافية تعاني بيروقراطية كبيرة تقتل العمل الثقافي لذلك فقد احجمنا عن التعاون او الاستعانة بأي جهة رسمية لأننا لا نريد ان ندور في حلقة مفرغة من الروتين والبيروقراطية القاتلة للعمل الثقافي الذي لا ينسجم مع توجههنا ورسالتنا الثقافية الصرفة مشيرا الى ان المركز لديه اكثر من اربعة عشر الف مخطوط نادر منها ورقتان مهمتان للخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه. ونوه البابطين بما يحويه المركز من أقسام سواء مركز المخطوطات الذي جمع مؤسسه مخطوطات نفيسة ونادرة في شتى العلوم ومن مختلف البلدان، مساهمة منه في الحفاظ على التراث العربي والإسلامي، وهي تغطي فترة زمنية منذ القرن الثاني الهجري حتى الرابع عشر، ويمتلك المركز ألاف المخطوطات، كما توجد به خدمات مساعدة لها من تعقيم وترميم وتصوير. أما المكتبة العامة فتحتوي على العديد من الكتب والنوادر ومكتبة الجزيرة ومكتبة المرأة، ويضم المركز مكتبة خاصة بحقوق الإنسان ونوادر الكتب والدوريات، وبالمكتبة قاعدة بيانات حاسوبية تسهل للباحثين عملية البحث، وكذلك الأقسام الفنية المرافقة للمكتبة كالتجليد الذي يتبع النظام اليدوي لما له من متانة فائقة. ومن الأقسام التي يضمها المركز المسكوكات، فقد سعى المركز على اكتشاف العديد منها في أماكن الاستكشاف التاريخية والمواقع الأثرية وسعى لجمع هذه الثروة التي تمثل توثيقاً حياً وشاهداً لكل تلك الحقب التاريخية ويمتلك المركز المئات من هذه المسكوكات. ويحوي مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة قسماً خاصاً للخرائط والفرمانات، ويهدف إلى التوثيق والتسجيل ويكرس بالصورة الناطقة المعارف والأخبار لاستقراء ما كانت عليه الحياة السابقة، وكيف نمت وتطورت حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، ويضم المركز عشرات الفرمانات والعديد من الوثائق والصور والخرائط. خامس أقسام المركز هو المسرح حيث هناك قاعتان مجهزتان بأحدث النظم من أجهزة إسقاط الصور والضوء والليزر وغرف للترجمة ومرتبطة بدوائر تلفزيونية مغلقة.