من العناصر الأساسية لنجاح الحكم قدرته الشخصية على استيعاب القانون نصاً وروحاً وبما لديه من خلفية رياضية ميدانية تساعده على القراءة التامة للمباراة التي سوف يقوم بإدارتها بعد التهيئة اللياقية والنفسية لكي لا يقع في مسار الشرود الذهني والفكري ثم يسرح بعيداً عن أحداث المباراة فوق الميدان.. فتقع الكارثة ثم تتوالى الأخطاء والأحداث، تتأثر القرارات وتأتي ضعيفة أحياناً وأخرى غير صائبة ومتناقضة وقد تكون متباينة في أكثر الحالات فترى تطبيقاً جديداً مخالفاً لنص القانون تنقلب السلطة التي أعطيت للحكم بالمادة (الخامسة) إلى تسلط واستبداد، واستهتار بقيم البطاقة الصفراء والحمراء، فتنقلب الموازين القانونية ويفقد صاحب الحق استحقاقه وحقه ثم تسقط هيبة القانون نتيجة انزلاق الحكم في هاوية المزاجية الشخصية. ٭ لقد شاهدت أكثر من مرة بإعادة دقيقة لأحداث مباراة الشباب والهلال ليلة الاثنين ضمن دوري خادم الحرمين الشريفين وأصبت بالذهول حتى إنني قلت إن في القانون تعديلاً لم أطلع عليه ثم رجعت إلى القانون ووجدت انه كما هو حسب هذا النص. المخالفات التي تستوجب الإنذار هي : ينذر اللاعب وتشهر له البطاقة الصفراء إذا ارتكب أياً من الأخطاء السبعة التالية: 1 - أن يكون مذنباً بارتكاب سلوك غير رياضي. 2 - يظهر اعتراضاً بالقول أو الفعل. 3 - يصر على مخالفة مواد قانون اللعبة. 4 - يؤخر استئناف اللعب. 5 - لا يراعي المسافة المطلوبة عند استئناف اللعب بالركلة الركنية أو الركلة الحرة. 6 - يدخل أو يعاود الدخول إلى ميدان اللعب بدون إذن الحكم. 7 - يترك ميدان اللعب عن عمد دون إذن من الحكم. هذه هي الحالات التي تستوجب الإنذار بعقلية ناضجة ومعرفة تامة لتقدير صحيح قبل إعطاء الإنذار وإشهاره.. لكن لقد رأيت الزميل الحكم الدولي ممدوح المرداس يفتقد تلك الصفة ويتجاوز التقدير السليم فيعطي إنذاراً لحالة لا تستحق ويهمل حالات تستحق الطرد دون أن يعطي عليها حتى إنذاراً كالضرب من الخلف بحالات متكررة وإهماله لركلة جزاء واضحة للهلال وعدم احتسابه لهدف الجمعان الصحيح الذي ليس هناك أي خطأ يستوجب إلغاءه، مع عدم احتسابه لأخطاء كثيرة لصالح الشباب نذكر ذلك مع قناعتنا التامة بأنها أخطاء تحكيمية تقع تحت طائلة ضعف وسوء التقدير وانها ليست متعمدة لإيماننا أن حكامنا يتمتعون بضمير حي ونزاهة تامة وأننا لا نشكك في ذلك إطلاقاً. ٭ إنني وبعدما قرأت تصريح رئيس لجنة الحكام الزميل مثيب الجعيد باعترافه التام والصريح بتلك الأخطاء التي وقعت في المباراة أيقنت أن لجنة الحكام جادة في تصحيح مسار التحكيم بعيداً عن ذلك الأسلوب التعتيمي الذي كان ينهجه طيب الذكر (محمد خالد السمان) الذي خلّف وراءه تركة ثقيلة لمن بعده وها نحن نعيش تلك الأخطاء وتلك السياسة التي جاءت وجلبت لنا واقعاً سيئاً تحت مظلة مصالح شخصية لا أعادها الله كما أن اعتراف الزميل ممدوح المرداس بأخطائه دليل على قوة شجاعته مع مطالبتي اللجنة بأن يكون المراقب الفني قادراً على حمل رسالة التوجيه السليم وإعطاء المعلومة القانونية قبل وأثناء وبعد المباراة مما يساعد الحكم على استذكار القانون واستحضار مقوماته القانونية التي يلم بها الحكم موعظة وذكرى. ٭ أستاذ محاضر في قانون كرة القدم.