كنت ولا زلت ضد الاستعانة بالحكم الأوروبي لعدة أسباب منها: ضخامة الرقم المالي العام لقاء الاستنجاد بهذا الحكم أو ذاك إدراكاً منا بأحقية الحكم السعودي بقيادة المباريات الهامة والنهائية كحق مشروع لكل حكم ناجح يسعى لرفع مستواه ليجاري أمثاله في العالم المتقدم تحكيمياً والذي يستعمل سلطته التي منحته إياها المادة الخامسة من قانون كرة القدم بعيداً عن التسلط والاستبداد والتهترك داخل الملعب والاستهتار بمقومات القانون الذي هو الفيصل الحق بين الأطراف المعنية والمتمثلة في الاثنين وعشرين لاعباً داخل الملعب الذين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. وعندما شاهدت الحكم الدولي (علي المطلق) خلال إدارته مباراة الاياب بين الاتحاد والهلال ضمن مسابقة الدوري العام المقامة على استاد الأمير عبدالله الفيصل مساء السبت الماضي أدركت ان هذا الحكم قد سعى إلى ترسيخ مبدأ الاستعانة بالحكم الأجنبي قائلاً (هذا فخر الموجود) فقد كان (المطلق) بعيداً عن جو المباراة لم يكن متابعاً للأحداث التي وقعت من الاتحاد على الهلال والعكس خصوصاً إصابة (الدعيع) والمخاشنات كالضرب من الخلف فلم يحسن التعامل مع تلك المخالفات بقرارات قوية منذ بداية المباراة لكي يستطيع السيطرة والقضاء عليها بحزم وقوة. فقد كان في بعض الحالات سارحاً وشارد الذهن وفاقد القدرة على اتخاذ القرار المناسب والمستحق كعقوبة لتلك المخالفة القانونية مطبقاً بذلك الأخذ بعين الاعتبار المحافظة على سلامة اللاعبين كمسؤولية أولية يملكها الحكم داخل الملعب وهي أمانة في عنقه بعيداً عن المجالات والكيل بمكيالين وبعينين مختلفتين متخلياً بذلك عن مسؤوليته الكبيرة في حماية اللاعبين من اللكمات الخطافية داخل تلك التجمعات وكثافة اللاعبين في أوقات وأماكن من الملعب مختلفة. ومن وجهة نظري القانونية فإن كثيراً من حكامنا لا يحسنون استعمال البطاقة الصفراء والحمراء وقد يستعملونها أحياناً بمزاج شخصي في حالة لا تستحق تلك البطاقة ويغفلون حالات تستحق الطرد وحتى الانذار لا يظهر على تلك الحالة. ناهيك عن ضعف المتابعة والبحث عن زاوية الرؤية التامة التي تعطيه حق اتخاذ القرار المناسب في الوقت الصائب ولست أدري هل هو ضعف المعلومة القانونية؟ أم سوء في التطبيق الفعلي للقانون وعدم معرفة أسلوب التعامل مع تلك الحالات التي تتكرر أمام بعض الحكام كثيراً. وفرق بين المفهوم النظري والمعرفة لعلم التطبيق على أرض الواقع بعيداً عن الافتراض والتخمين والتوقع الذي يسلكه بعض الحكام كممارسة في تسفيه وتقليل من قيم النص القانوني الذي يوصي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتطبيقه نصاً وروحاً. ڤ لقد أعطى (علي المطلق) دقائق بدلاً عن الوقت الضائع كل شوط على حدة.. ونحن نعرف كنص قانوني ان الميقاتي الوحيد للمباراة هو الحكم كسلطة لا يملكها إلاّ هو وهو حق مشروع له أعطاه إياه نص المادة السابعة من القانون الدولي ويحتم على الحكم احتساب الوقت الضائع بعقلية ناجحة بعيداً عن (الرغبات الخاصة) التي قد تعطي لفريق مكسباً غير مستحق. ڤ إن في كل مسابقات العالم الكروية هناك لجنة انضباط تراقب الأخطاء التي لا تقع تحت نظر الحكام ومساعديه كتلك الحالة التي حصلت للحارس (محمد الدعيع) وتتخذ هذه اللجنة العقوبة التي يستحقها اللاعب عبدالمجيد الطارقي الذي خرج عن الروح الرياضية وحول الحالة إلى نوع من الملاكمة اسقطت بعض أسنان الحارس ولم يستطع تكملة تلك المباراة ولتكون هذه العقوبة رادعة ودرساً لكل من تسول له نفسه ايذاء الآخرين بعيداً عن رؤية الحكم ومساعديه. والسؤال.. ألم يكن (المطلق) قريباً من مكان الحادث؟! ثم أين متابعة مساعده؟! أم ان الجميع بعيدون عن جو المباراة وهذا ما أتوقعه؟!! * أستاذ ومحاضر قانون