وسط حشود غفيرة ضمت وجهاء وأعيان قبيلة شمر وصل صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير براً لقرية القاعد التابعة لمنطقة حائل قادماً من مسافة تزيد على 1000 كيلو متر أمس الثلاثاء، وذلك في مسعى للعفو عن مواطن محكوم بالقصاص شرعاً. وقد نجحت شفاعة سموه بفضل الله في الحصول على عفو والد القتيل وأشقائه الذين بادروه بإعلان العفو بمجرد وصول سموه إلى مقر الاستقبال في مخيم أعد أمام منزل عائلة القتيل نافع عمر فاتن الشمري. وقال الأمير سلطان بن محمد عقب إعلان العفو عن القاتل زقام فهيد الشمري: إن بادرة العفو هذه نعمة من الخالق عز وجل وسمة طيبة في الدنيا داعياً الله عز وجل ان يوفق الجميع إلى ما يحبه ويرضاه. معبراً في هذا الصدد عن مشاعر الاعتزاز والسعادة بهذا الموقف من عائلة القتيل الذي اعتبره غير مستغرب منهم. بعد ذلك، توجه سمو الأمير سلطان بن محمد والوفد المرافق له إلى المخيم المعد لهذه المناسبة،حيث كان في استقبال سموه الشيخ ممدوح بن طلال بن رمال والشيخ فهد بن عبيد بن ثنيان ووجهاء وأعيان قبيلة شمر وجمع من المواطنين، حيث تناول سموه القهوة وسط ترحيب وهتافات مدوية توالت بعدها القصائد الشعرية التي تناولت مآثر سموه ومبادراته الإنسانية النبيلة. إثر ذلك، قام سموه بزيارة لمنزل الشيخ ممدوح الطلال بن رمال، حيث قدم أحد الشعراء قصيدة نبطية بهذه المناسبة. من جهته، اعتبر أمير الفوج السادس عشر عفاس بن تركي بن محيا في تصريح ل «الرياض»: إن هذه البادرة من سمو الأمير سلطان بن محمد تأتي في سياق مبادراته الإنسانية المتعددة معتبراً عفو والد القتيل عن قاتل ابنه عملا يستحق الثناء والفخر. وقال: إن هذا العمل يجير للمجتمع السعودي المترابط والمتراحم وان ولاة الأمر يحثون على هذا الفعل المحبب في ديننا الإسلامي ومجتمعنا العربي الأصيل داعياً المولى ان يمن على هذه البلاد بنعمة الأمن والرخاء في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - . من ناحيته، أكد والد القتيل نافع عمر الشمري ل «الرياض» إن زيارة سمو الأمير سلطان بن محمد في طلب العفو عن القاتل تستوجب الاستجابة مؤكداً ان سموه لو طلب أولاده جميعاً فلن يتوانى في الاستجابة لمطلبه. وكشف الشيخ ممدوح بن طلال بن رمال ل «الرياض» عن ان القصاص في القاتل زقام الشمري كان من المقرر ان ينفذ خلال أيام قليلة لا تتجاوز الأسبوع. مضيفاً ان النداء الذي وجهه الشيخ فهد بن ثنيان قد وجد الاستجابة الفورية لدى سمو الأمير سلطان بن محمد وما نتج عنه من إعتاق لرقبة إنسان. وكانت مشاجرة حدثت قبل حوالي ثلاثة أعوام في قرية القاعد قد أفضت إلى مقتل نافع الشمري على يد زقام الشمري وأودع القاتل على أثرها السجن وحكم عليه شرعاً بالقصاص وقد بذل الشيخ ابن رمال والشيخ بن ثنيان مساعي حميدة في هذا الاتجاه خلال العام المنصرم توجت بشفاعة سمو الأمير سلطان بن محمد لدى والد القتيل الذي عفا عن قاتل ولده طلباً للأجر والمثوبة من الله وإكراماً لشفاعة سموه ليسدل الستار عن القضية بهذه النهاية السعيدة.