لكل إنسان في هذه الحياة طموحات وآمال.. ولذلك يظل يتطلع إلى التفوق والنجاح مهما كانت ظروفه، ويحاول أن يتغلب على ذاته، ومن أجل أن يعيش الحياة السعيدة الهانئة الآمنة التي لاتعيقها شوائب أو صعوبات لابد له من أن يجد، ويجتهد، ويبذل المزيد من العطاء والكفاح فالطموحات والآمال والرغبات لاتتحقق بسهولة، لابد من الكفاح وقوة العزيمة الصلبة، والصبر، والتحمّل وتحدي الصعاب لكي يتحقق للإنسان مايتمناه فالحياة جهاد وكفاح، بذل وعطاء، تعب وشقاء، يقول الشاعر فهاد الحنيني: العود لولا الجمر ما بان غاليه وإليا أحترق فوحه عطاه الشهاده والرجل لولا الصعب ما عاش طاريه ما مات ميت حي راع الجلاده وعندما يفكر الإنسان أن يعيش في حياة آمنة وسعيدة يحقق من خلالها آماله المستقبلية وراحته في الدنيا لابد أن يعتمد على نفسه، ويجد، ويجتهد، ويكسب قوته اليومي من عرق جبينه، وعندما يفعل ذلك سوف يجد نفسه في راحة تامة، وسعادة كبيرة لايمكن وصفها بأي حال من الأحوال وفي ذلك يقول الشاعر حمد هادي المسردي: لو شكيت.. ولوبكيت.. وباح سدي ماسوى الله يحقق لي مرادي وإن مدحت الحظ وإن قلت متردي كل من لافاده الله ما استفادي لازم أنسى أمس وأعمل لأجل غدي هكذا الدنيا كفاح واجتهادي أما الإنسان الذي عكس ذلك يهوى الكسل والنوم العميق، سوف يندب حظه كثيراً، ويتحسّر، ويلوم نفسه على مافاته من الفرص السانحة التي سبق وأن كانت متاحة له كما يقول الشاعر محمد بن شايق العاطفي في محاربة الكسل: المثل قال: الغنايم فالعزايم والكسل.. والنوم عاقبته رديه يا ولد عمر الفتي ماهوب دايم أبحث عن الرزق واصلح كل نيه ولاشك أن الإنسان الكسول لايعتمد عليه إطلاقاً، ولا يرغب فيه المجتمع، ويقف في أصعب المواقف بينما يسير الآخرون، ويشقون طريقهم نحو التفوق، والنجاح.. كما قال الشاعر سليمان بن شريم مخطاباً ابنه بهذه الأبيات التي أصبحت مضرباً للمثل في الاعتماد على النفس: عزي لحالك ياعزيز وأنا أبوك كان الزمان اللي وطاني توطاك تراه ماينفعك خالك ولا أخوك لاصار ماتقضي لزومك بيمناك وربعك إلى بان الخلل فيك عافوك أقرب قريب لك من الناس يشناك أخيراً.. لاشك أن فعل الأسباب هو أهم شيء، والتوفيق والنجاح من عند الله.. وأملي أن لانحسد الآخرين على وصولهم لمرادهم وتحقيق أهدافهم، وأدعو الله أن يوفق الجميع، وأن يحقق لكل مسلم أهدافه، وطموحاته، وآماله، وتكون حياتنا حافلة بالأفراح والنجاح، والسعادة والتوفيق.