استيقظ سكان العريجاء غرب الرياض، الأربعاء قبل الماضي، على أصداء حادثة انتحار مواطن في العقد الرابع من عمره، في المنطقة الواقعة بالقرب من الجسر المعلّق. وتوجهت دوريات مرور العريجاء إلى موقع الحادث بعد عدة دقائق، إلا أن صعوبة الوصول إلى مكان السيارة، كونها هوت من علوّ شاهق، اضطرهم إلى استدعاء قوات الدفاع المدني التي قامت بالنزول إلى موقع السيارة، ورفع جثمان المتوفى بواسطة الحبال. وحسب جريدة «الحياة»، فإن رجال المرور أبدوا استياءهم من انسحاب دوريات الشرطة من موقع الحادث، مشيرين إلى ضرورة تسلمهم الحادثة، خصوصاً أن تصنيفها هو تصنيف جنائي وليس مرورياً. انسحاب الدوريات من موقع حادث ما، وترك المرور يتولى الأمر، يقابله انسحاب المرور من موقع حادث آخر، وترك الدوريات تتولى الأمر. المسألة تحدث كل يوم. الناس تتصل على الدوريات لتستنجد بها، يقولون اتصلوا على المرور. يتصلون على المرور يقولون اتصلوا على الدوريات. وكثير من الناس يؤكدون لي أنهم يتصلون بالدوريات بسبب أن شباباً يسرقون سيارات أو يتشاجرون مشاجرات قاتلة، أو بسبب أن ثمة حادثاً مرورياً جرى، لكن لا أحد يظهر في مواقع هذه الحوادث. لقد تم تطبيق فكرة «الأمن الشامل» لفترة من الزمن، وشعر الناس بارتياح كبير لهذه التجربة، لكنها أُوقفت، وعادت الدوريات وحدها والمرور وحده، وعاد كل قطاع يحمّل القطاع الآخر مسؤوليات الحوادث. الناس، كل الناس، يريدون نهاية لهذه الظاهرة المقلقة. كما يريدون أن تطبق الدوريات وأن يطبق المرور تقنية تسجيل المكالمات الواردة من المواطنين، لكي يعرفوا من هو المسؤول عن عدم الاستجابات لطلبات النجدة.