عمره تجاوز الثمانين عاماً وليس له دخل شهري يتقي به بعد الله تعالى شبح الفقر وقهر حاجة الناس التي وصفها عندما التقته «الرياض» بأنها امر احتياجات الدنيا. ورغم ذلك فتعجب قارئي العزيز اذا علمت بأنه كالطيور الصغيرة تغدو خماصاً وتعود بطاناً!!.. فهو متوكل مثلها على الله تعالى يغدو خماصاً شاداً وحازماً على بطنه حزاماً ليشتد ويقوى به ظهره ليجوب شوارع الصالحية بمدينته «عرعر» مرتدياً في قدميه «حذاء رياضياً» او لنسميه بلهجتنا الشعبية «بوت» يتمكن من خلاله التجوال بالساعات فيما بين الحارات حاملاً على ظهره شوالاً يضع فيها قطع الحديد والمعادن الأخرى التي يلتقطها هنا وهناك.. ليعود آخر النهار ان لم نبالغ قليلاً وهو «بطاناً» لمنزله المتواضع جداً جداً ليستمر على هذا البرنامج اليومي له من بعد فجر كل يوم وعلى مدار السنة وفي كل سنة.. اتقاءً لذل وشبح الفقر ولذلة سؤال الناس..!! هكذا يبدو الشيخ الثمانيني عقلا سوادي يرسم صورة رائعة لعزة النفس المؤمنة المتوكلة على الله في طلب الرزق. «الرياض» التقته باكراً في صباح احد الأيام - بعد مراقبة لما يقوم به من نشاط شريف - حيث اوضح عقلا بأنه متزوج بزوجة على مشارف الستين من عمرها وليس له من الأبناء سوى ابنته (فرح) ذات الأثني عشر ربيعاً والتي تعاني - حسب افادة والدها - من مشاكل وإعاقة في السمع منذ سنوات وهو الأمر الذي ادى الى اعاقتها وتعطيل تعليمها وبالتالي خروجها من المدرسة مضيفاً بأنه يسكن منزلاً متواضعاً للغاية بحي الصالحية بعرعر. بدايته كانت غرفة واحدة في ارض.. الحقها بغرفة اخرى ملاصقة لها ومجلس ومطبخ بمبلغ اقترضه من (بنك التسليف)؟ وليس من (صندوق التنمية العقاري) ومقداره (20 عشرون الفاً) لم يستطع ان يسددها فيما بعد مما اضطر (كفيله الشهم) بتلقي اقساط القرض الشهرية ودفعها عنه ولازال.. تقديراً لوضعه المادي السيئ.. اذ لا يوجد له دخل شهري اللهم ما يستطيع بيعه من اطنان الحديد!! التي يجمعها قطعة قطعة كل يوم.. بل كل اسبوع بل كل شهر وهكذا هو في كل عام ليحصل على مبلغ لا يكفي، نعم لا يكفي بأن ينعم بالعيش المعقول. وعن احتياجاته بعد زيارة «الرياض» لمقر منزله وجدنا ان المنزل بحاجة لترميم «تحديث» فهو مكون من دور واحد بالإضافة لخلوه من الأجهزة الحديثة.. اجهزة اساسية لاكمالية هذا بجانب حاجة ابنته فرح للكشف وللعلاج بمستشفى متخصص بشأن سمعها غير الميئوس منه.. لكن المشكلة تكمن في عدم وجود من يتابع ويتكفل بالمراجعة معها فوالدها تجاوز الثمانين وأمي لا يعرف من امور الدنيا سوى الماشية والإبل قديماً والتقاط الحديد في زمن ليس هو من اهله حسب افادته وجهله ايضاً بآليات والروتين الممل المتبع لمراجعة المستشفيات المتخصصة. وثمة احتياجات اخرى للثمانيني عقلا اذ في ذمته عشرون الفا لبنك التسليف والتي بنى منها منزله اضافة لحاجته الماسة الآن الى دخل شهري يغنيه عما هو فيه من جهد. وقد علمنا ذلك بعد ان سألناه فيما لو تبرع له احد المحسنين او تكفل له بدخل شهري ثابت دائم بمبلغ ولو يسيراً هل يترك مهنة التقاط المعادن والحديد في الحارات.. وكانت اجابته بنعم.. مضيفاً بأن عمره الآن لا يساعده مستقبلاً في بذل الجهد اليومي المستمر لكسب قوت يومه رغم ما يبدو عليه من صحة طيبة وخلوه من الأمراض والفضل بعد الله يرجع للمشي المستمر الذي نصح به كل من يريد العافية. اما سيارته الخربة فهي (بيك أب) عمرها تجاوز 22 عاماً وبحاجة لتصليح بمبلغ قد يصل او يتجاوز ال 3500 بقليل. وللمساعدة الاتصال على جوال (0505384487).