بتعهد يقضي بحجة مجانية له في عامه المقبل، فضلا عن حصوله على كل ما دفعه هذا العام، استعاد ثمانيني بنجلاديشي الابتسامة التي فارقته منذ تاه في أزقة مكة وحرم من أداء مناسك الحج التي عاش عمره يحلم بها. وبعد جلسة تسوية في مقر مؤسسة حجاج جنوب آسيا بحي الرصافة في مكةالمكرمة، علت الفرحة محيا البنجلاديشي المسن «حظرت علي»، الذي سارع بمجرد أن سمع بتفاصيل هذا التعهد بتوزيع قبلاته الأبوية ودعواته على الحاضرين، ومن بينهم مسؤول بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان التي تبنت قضيته بمجرد أن نشرتها «شمس». وخلال الجلسة التي رعتها الجمعية، اتفق على تعويض «حظرت علي» بتكاليف حجته التي لم تكتمل، وتسليمه شيكا مصدقا بمبلغ 11 ألف ريال، يمثل كل ما أنفقه للوصول للديار المقدسة، مع تعهد رئيس مجموعة حجاج بنجلاديش إحسان إدريس بأن يتكفل بحجة للرجل على نفقته الخاصة العام المقبل. وشهد على الاتفاق عدد من مسؤولي مؤسسة الطوافة، ومسؤولو بعثة الحج البنجلاديشية. وكانت إحدى دوريات المرور بالعاصمة المقدسة عثرت على الحاج البنجلاديشي بشارع شعب عامر، وهو يجهش بالبكاء ويهذي بعبارات غير مفهومة، وقد بدا عليه الإعياء والتعب. وعندما اقترب رجل المرور ضيف الله جابر المولد من الرجل ليفهم منه قصته، مستعينا بعامل نظافة، تبين له أنه تائه عن رفاقه منذ عشية النفرة إلى مشعر منى. كما تبين أنه ظل هائما في الشوارع والأزقة بلا دليل أو مأكل. وعلى الفور، أحضر المولد الطعام والشراب للحاج التائه، كما أبلغ مرجعيته في العمل عن المشكلة، ليتم إرسال سيارة إسعاف من الهلال الأحمر نقلته إلى المستشفى وهو في حاله نفسية سيئة. وتدخلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان فور علمها بالقضية التي نشرتها «شمس» في عددها رقم 1773، حيث تابعت فصولها مع مسؤولي المؤسسة المعنية بخدمة الحاج بحضور عضو مجلس إدارة المؤسسة رأفت إسماعيل، ورئيس مكتب الخدمة الميدانية عبدالله فيصل، ورئيس مجموعة حجاج بنجلاديش إحسان إدريس، وعدد من المسؤولين المعنيين. وبذل عضو الجمعية الدكتور محمد السهلي جهودا كبيرة في سبيل إنهاء معاناة الحاج البنجلاديشي التائه، ما أثمر في النهاية عقد جلسة التسوية. وشكر السهلي «شمس» على ما قدمته في هذه القضية، مشيدا بتعاون مؤسسة حجاج جنوب آسيا التي تفاعلت مع مساعي الجمعية حتى تم التوصل لهذا الحل الذي أعاد الابتسامة للرجل ولأسرته في بنجلاديش.