انشغل الوسط الرياضي في المملكة منذ إجراء قرعة مونديال 2006 بالحديث عن إمكانية تأهل منتخبنا إلى الدور الثاني من البطولة ونسي هؤلاء أن ذلك ليس بالأمر الهين بل انه يحتاج أولا إلى رسم خطط وبرامج وفق الامكانات الموجودة حتى تكون ذات مردود إيجابي على إعداد الأخضر كالمباريات الودية القوية والابتعاد عن المعسكرات الطويلة التي تتوقف بين فترة وأخرى مع التركيز على مجموعة متميزة من اللاعبين حتى يكون هناك انسجام اكثر بدلا من الاستبعاد والاستدعاء بشكل متكرر الأمر الذي لايمكن المدرب من وضع استراتيجية واضحة تبعده عن اللوم وتعفي الأجهزة الإدارية واللاعبين من النقد. نحن دائما نتكلم عن الآمال والتطلعات دون مراعاة للطرق السليمة التي تجعلنا نبلغ ذلك مع تقديم صورة تعكس العمل الجاد والتخطيط الواقعي وإلا بماذا نفسر تلك الأصوات التي اعتبرت تونس وأوكرانيا وأسبانيا ليست بالفرق القوية.. انه المبالغة بالطموح وعدم احترام الخصم وقبل ذلك عدم رسم السياسة الناجحة التي تجعلك حتى لو لم تفز وتصل إلى المرحلة الثانية فعلى الأقل تقدم صورة مشرفة للرياضة في بلدك وأيضا في قارتك. سيناريو 2002 والمعسكرات المرهقة قبل ذلك المونديال سيئ الذكريات بالنسبة للرياضة السعودية لا نريد أن يتكرر وان تبرز تلك الصورة الأكثر (سوادا) وكل ما نخشاه أن نركز خلال الفترة المقبلة في مجالسنا ومقالاتنا وأطروحتنا على المطالبة بالوصول إلى الدور الثاني في مونديال ألمانيا وننسى في نفس الوقت إن ذلك لايتم عبر الأحاديث والأماني فقط ووصف أوكرانيا بحديث التجربة وتونس بالفريق غير القوي وأسبانيا بالمنتخب متوسط المستوى إنما يحتاج إلى عمل شعاره الدقة وعنوانه التنفيذ السليم ومالم نفعل ذلك خلال الأشهر الستة المقبلة فيجب ألا نبالغ في الأماني لأن مجموعتنا ظاهرها عدم القوة وباطنها الغموض وربما حدثت أشياء لا نتوقعها وقد تكرر أوكرانيا ما فعلته كرواتيا في مونديال 1998 عندما حققت افضل النتائج بالنسبة لفريق حديث التجربة بكأس العالم واصبحت بقيادة سوكر حديث الشارع الرياضي العالمي أيضا تونس لا ننس أن شعارها القوة يحفزها كونها البلد العربي الوحيد من قارة افريقيا مثلما هي حالنا من القارة الأسيوية لذلك فهي تريد ان تكون خير سفير لنفسها ولقارتها أما إسبانيا فعينها على الأدوار المتقدمة الأمر الذي يؤكد صعوبة المهمة لمنتخبنا المحاصر حاليا بجملة انتقادات وعدم ارتياح لوضعيته بعد العودة من الدوحة بنتائج مخجلة. استغرب تلك الأصوات التي ارتفعت بعد وقوعنا في هذه المجموعة وصورت مهمة منتخبنا وكأنه يلعب مع كوريا واليابان والصين دون المعرفة(أولا) بالبرامج التي سيسير عليها الأخضر وهل ستكون على غرار البرامج السابقة وأسلوب المعسكرات الطويلة وجلب الملل للاعبين أم أن الدروس القاسية فيما مضى آتت ثمارها وبالتالي جعلتنا نرسم الطريق برؤية وثقة وهدوء وعقلانية بعيدا عن الأعذار التقليدية التي لا تتجاوز لوم الجهاز الفني عند الإخفاق والحديث عن سوء الإعداد والاعتراف بضغط المسابقات وتداخل البرامج المحلية مع المشاركات الخارجية للأندية والمنتخبات دون ايجاد الحلول. ندرك أن لاتحاد الكرة طاقات لايمكن أن تتم مطالبته بأكثر منها لذلك فالمأمول منه أن يدرس خطواته المقبلة بتأن واتقان حتى يكون الإعداد منسجما والإمكانات الموجودة أما أن نتحدث عن رسم خطط اكبر من طاقتنا وأفكارنا وقدرات لاعبينا فهذا يقودنا إلى تكرار النتائج السلبية. الطائي.. معاناه في كل الاتجاهات!! يبدو أن الطائي موعود في وضع العراقيل في طريقه لذلك فهو لا يدري يصارع أي الجبهات.. التحكيم الذي يرى في التحامل عليه ترضية لصاحب الصوت الأقوى أم تواضع الإمكانات وعدم وجود مقر رغم انه من الأندية التي تستحق الاهتمام بدلا من أخرى لم تجلب أي إنجاز يذكر أو لاعب مميز للوطن ورغم ذلك حظيت بمقرات لا تحلم بها عكس الطائي الذي دعم المنتخبات بالعديد من النجوم ومثل الوطن عربيا ومع هذا مازال يعاني من تواجده في مقر مستأجر قد يصلح لأي شيء آخر غير أن يكون مقر ناد رياضي ينتظر منه أبناء منطقته وبلده الشيء الكثير. @alriyadh.com fayadh