ينتهي يوم الأربعاء المقبل آخر الفصول للحياة الرياضية للنجم السعودي الشهير يوسف الثنيان الذي اختار فالنسيا الأسباني طرفاً في يوم وداعه لملاعب كرة القدم التي تشهد للنمر الآسيوي بأنه أحد الذين رسموا على أرضها العديد من عناوين الفن والمهارة والإبداع ووضعوا الخطوط العريضة لأكثر من انتصار وبطولة للهلال والمنتخب الأول على مختلف الأصعدة حتى أضحى اللاعب السعودي الوحيد الذي صعد منصات الذهب محلياً وخليجياً وعربياً وآسيوياً فضلاً عن وصوله مع المنتخب الأول إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم. عندما يودع الإعلام والجماهير والمدربين وزملاءه اللاعبين يوسف الثنيان فإنه لا يودعهم كونه (الإنسان) الذي عاش معهم وأمامهم عبر شاشات التلفزة في ميادين كرة القدم فترة من الزمن إنما لكونه النجم الموهوب الذي لا يوازيه أي نجم آسيوي في المهارة والخبرة والقدرة على امتاع الجماهير حتى في المساحات الضيقة التي يحاصره المدافعون فيها ويحاولون من خلالها قطع كامل الامدادات عنه وايقاف انطلاقاته الجانبية والرأسية التي دائماً ما تقلب خطط مدربي الأندية المنافسة رأساً على عقب والسبب أن الثنيان كان في قمة حضوره الذهني والبدني والتهيئة النفسية الكاملة. الثنيان لم يكن مجرد نجم مرحلة محددة ساهمت الظروف في بروزه وتألقه ولكنه نجم لكل الأزمنة والجماهير على اعتبار أن سيرته الكروية ستظل خالدة في أذهان اللاعبين الشباب والجماهير التي اعتبرت (يوسف) مدرسة كروية مستقلة لا بد أن يستفيد منها كل لاعب يرى في نفسه (الموهبة) والقدرة على البروز في الملاعب التي كانت تكتظ بالجماهير متعددة الميول في سبيل مشاهدة إبداعات النجم الجماهيري الأمر الذي جعل لمباريات الهلال والمنتخب رونقاً خاصاً بوجود نمر الكرة الآسيوية بل إن معظمها كان يختار مكانه في الملعب حسب المساحة التي يتواجد فيها الثنيان وهذا دليل على أن الكل (يشجعه) ويستمتع ب (تسحيباته)، وجرجرته للمدافعين في مساحات صغيرة وهذا ربما لم يحظ به أي لاعب سعودي آخر ما لم يصل إلى مكانة الثنيان التي تبوأ من خلالها مرتبة أشهر جناح آسيوي أيمن. الثنيان يستحق كل عبارات الإشادة التي سطرها المسؤولون والمدربون والإعلاميون بحقه ومع هذا يظل السؤال الأبرز كيف أصبحت الملاعب السعودية غير قادرة على انجاب ثنيان آخر.. أين يكمن العيب ..في المدربين وخططهم العقيمة وعدم استطاعتهم صقل اللاعب الموهبة وتحويله إلى (نجم).. أم في كشافي الأندية الذين لا يعرفون كيف يختارون (الموهبة) واطلاق العنان لها من أجل الإبداع أسوة بما فعله الثنيان أم أن العلة في اللاعبين الموجودين وعدم اختيارهم للطرق المناسبة للبروز والاستمرار في الملاعب فترة طويلة؟. متى نشاهد النسخة الكربونية للنجم الشهير في الملاعب السعودية ونطمئن بصورة أكبر بأن للمواهب بعد رحيله مكان لدينا بدلاً من تواجد بعض الأسماء (المصنوعة) وليس الموهوبة؟. يقول الثنيان في أحاديثه الصحفية عن مستقبله المقبل انه سوف يهجر الملاعب للتفرغ لأسرته بعد مشوار حافل بالإبداع والإنجازات وكم كان بودنا أن يتحول هذا النجم الكبير إلى مجال العمل في ناديه لا سيما في كيفية تلقين اللاعبين الصغار مهارة التحكم بالكرة وإلقاء المحاضرات عليهم ولا شك أن استجاباتهم لذلك ستكون سريعة لعدة أسباب من أبرزها تعلق الشباب بالثنيان وحرصهم على الاستفادة من خبرته وتقليد مهاراته دون عناء حتى تكون استفادة ناديه من ذلك كبيرة ما لم يضع لنفسه مكاناً في إحدى الأكاديميات الكروية التي تتطلب تواجد مثل هؤلاء النجوم لتعزيز دورها في (تفريخ) اللاعبين الأكفاء الذين يفيدون الكرة السعودية ويثرون الملاعب بالعطاء والنجومية لأطول وقت بدلاً من البروز لفترة مؤقتة!! أقوياء فلا نستهين بهم!! إذا اعتقدنا بسهولة مجموعتنا في المونديال المقبل التي ضمت تونس وأوكرانيا وأسبانيا وامكانية تجاوزهم الى الدور الثاني دون العمل الجاد من أجل رسم الطريق الصحيح فإن ذلك سيتعبنا كثيرا.. المطلوب تصحيح الأخطاء واعادة صياغة برامج إعداد المنتخب وفق أساليب تضمن له الدخول في معمعة التظاهرة العالمية وهو في قمة حضوره والقدرة على رسم الصورة المشرفة للرياضة السعودية والعربية الآسيوية أما إذا ألقينا بالمسؤولية على عاتق الظروف وحملنا العمل الخاطئ لطرف دون آخر فهذا معناه عدم الاستفادة من دروس الماضي والتجارب المتنوعة وترك الأخطاء تتراكم دون ايجاد الوصفة المناسبة لعلاجها وبالتالي تكرار النتائج السلبية والعمل الارتجالي!!. [email protected]