الكثير منا، قرأ أو شاهد برامج تلفزيونية عن تأثير الطعام على جسد الانسان، في مختلف إجزائه، ولعل الكثير منا قد راقب - حتى ولو من قبيل الفضول - الشخصية الشهيرة في عالم الطعام، رغم غرابة ما تقوله احيانا، هي السيدة مريم نور. السيدة مريم نور بطقوسها الغريبة التي تظهر بها على الشاشة، وحديثها الذي يكون احياناً اشد غرابة من الديكورات، وطريقة جلستها.. السيدة مريم نور تتحدث دائماً بأن الطعام له تأثيرة على كل شيء في الانسان بدءاً من حركته إلى قدراته العقلية، واحياناً تأتي بكلام مفيد في مواضيع معينة، غير أنها منذ أول ظهورها على شاشات التلفزيون، فقد جذبت انتباه المشاهدين، وقد حصلت على أعلى نسبة مشاهدين في البرامج التي تستضيفها، واصبحت ضيفة مرغوبة من قبل القنوات التلفزيونية، حتى بدأ نظهر غرابة سلوكها، وغرابة ماتتحدث عنه، حتى أن بعض المختصين في التغذية بدأوا يستنكرون ما تقوله السيدة مريم نور، وهي التي لايعرف احد عن دراستها أو مؤهلاتها العلمية او اذا كانت تتكلم عن علم وخبرة ام انها مجرد شخص وجد فرصة، وظهر على شاشات التلفزيونات الفضائية، التي تهتم كثيراً بالإثارة، فأصبحت تتنقل بين القنوات الفضائية تتحدث عن التغذية، بطريقة تبدو علمية لمن لايعلم في امور التغذية بل أن الكثيرين صاروا من مريديها، واصبحت لها شعبية خاصة، حتى انها اصبحت تطلب من بيروت إلى بعض الدول العربية لتقديم استشارات غذائية..! المعروف ان الغذاء، اياً كان له افرازات سيئة، ولكن الجسم بتكوينه يفرز مواد مضادة لهذه الافرازات السمية او الضارة، ولكن مع التقدم في العمر يبدأ الجسم يضعف ولايستطيع إفراز تلك المواد التي تساعد الجسم على التخلص من هذه المواد الضارة، لذلك فإن العلماء يعملون الآن على ادوية، ونظام تغذية معين يساعد الجسم على مقاومة هذه المواد الضارة، وبالتالي فإن الجسد البشري، يستطيع مقاومة الامراض التي عادةً ماتكون مصاحبة للتقدم في العمر، مثل ارتفاع ضغط الدم، السكر، الجلطات، الاكتئاب، الخرف وبقية الامراض الأخرى التي تصاحب عادةً مراحل الشيخوخة والتقدم في العمر. ويقول احد اساتذه الطب في جامعة كاليفورنيا بأنه بإمكان هذه الادوية مع الانظمة الغذائية التي يتبعها الشخص باضافة مايقارب عشرين بالمئة من نسبة عمر الانسان، وانه بإمكان الانسان ان يعيش إلى عمر 120 أو 150 عاماً، وهو يتمتع بصحة جيدة. والآن تقول دراسات بأن القدرة العقلية يمكن تحسينها من خلال إحداث تغيير بسيط في نوع الطعام الذي يتناوله الشخص، وهذا ماجاء في دارسة قامت بها جميعة مايند للصحة العقلية. فقد قامت الجمعية بإصدار تعليمات جديدة حول المزاج والغذاء، وتؤكد هذه التعليمات العلاقة الوطيدة بين نوع الغذاء وشعور الاشخاص. وبالرغم من أن تأثير الغذاء على الصحة الجسمية معروف، فإن التعليمات الجديدة لجمعية الصحة العقلية تؤكد على وجود علاقة وثيقة بين الغذاء والنمو العقلي. ففي احصاء أخير تزامن مع أسبوع الصحة العقلية، قال مجموعة من المشاركين في الإحصاء بأن تناول الشكولاته قد ترك أثراً طيباً على مزاجهم إلا أن ذلك لم يستمر طويلاً. غير أن عشرة في المئة من المشاركين في الاحصاء قالوا أن الحلويات والسكر تؤثر سلباً على صحتهم العقلية. وتشير التعليمات الجديدة إلى أن طبيعة ونوع الغذاء يفاقمان أعراض العديد من الامراض العقلية مثل الفصام والاكتئاب والقلق والهلع. ويدرج الدليل الجديد لجميعة الصحة العقلية قائمة من الاغذية التي يمكن أن توثر على مزاج الاشخاص مثل الشكولاته والقهوة والبرتقال والسكر ومنتجات القمح. ومن الأغذية الضرورية لسلامة الصحة العقلية هي الفواكة والخضروات وكل الاغذية التي تحوي الحوامض الشحمية مثل اسماك السلمون والساردين والتونا بالاضافة إلى اليقطين والجوز. وأضاف الدليل الجديد بأن الحساسية من المنتجات الحيوانية تؤثر سلباً على المزاج. وقد طورت مؤلفه الدليل الذي يشتمل على التعليمات الجديدة، أمندا جيري، عينة لوجبة غذاء مصممة خصيصاً لتحسين المزاج. وتحتوي هذه الوجبة الجديدة على أسماك الساردين والتونا والسالمون مع سلطة مكونة من الخس وبذوز اليقطين ولافوكاته، تليها وجبة من الفواكه المقلية مع المشمش الجاف والموز المقدم على قاعدة مكونة من الكعك والبسكويت، يعلوها الجوز. وتقوم هذه التوليفة من الأغذية بإطلاق السكر ببطء على العكس من الشكولاته التي يعقبها مباشرة تحسن في المزاج متبوعاً بتدهور سريع وقالت المؤلفة لقناة البي بي سي البريطانية إن العديد من الاشخاص الذين تنتابهم نوبات من القلق والهلع قد لاحظوا تحسناً في صحتهم العقلية من خلال تغيير نوع الغذاء الذي يتناولونه. وتضيف أن هناك بالطبع الكثير من العوامل الأخرى التي تؤثر على الصحة العقلية، إلا أن نوع الغذاء هو احد هذه العوامل. ويؤكد الدليل على أن الكثير من الأغذية التي صحية يتناولها الكثير من الناس في معظم الايام. إلا أن هذه الاغذية، حسبما يقول الدليل، يمكن أن تكون نفس الاغذية التي تترك تأثيرات سلبية ولكن خفية على الصحة. وهناك ايضاً العديد من العلاقات المعقدة بين انساق الغذاء والصحة العقلية، فالمواد الكيميائية التي تقوم بنقل الإيعازات العصبية تتأثر كثيراً بنوع الغذاء الذي يتناوله الشخص. لذلك فإن نقص بعض الفيتامينات والمواد المعدنية والحوامض اشحمية يمكن أن يترك تأثيرات كبيرة على المزاد والصحة العقلية، مثل ظهور اعراض أمراض الفصام عند حصول نقص في فيتامين بي. فالكثير من الادوية المستخدمة في علاج الكآبة على سبيل المثال تتفاعل مع بعض المواد الموجودة في بعض الاغذية مثل الجبن والفول لتسبب ارتفاعاً في ضغط الدم. في الختام فأن الدليل ينصح بخبير غذائي عند محاولة تغيير أنساق الغذاء بهدف تحسين الصحة العقلية بالرغم من أنه يؤكد أن بإمكان الناس إحداث هذا التغيير انفسهم من خلال التخلص من بعض العادات الغذائية السيئة.