وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية بأنها «خرافة» مشدداً في الوقت نفسه على أن بلاده لن تتراجع «قيد أنملة» بشأن برنامجها النووي، عشية مفاوضات مع الدول الأوروبية يفترض أن تبدأ في 21 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وقال أحمدي نجاد أمام تجمع ضم الآلاف في محافظة سيستان بالوشستان (جنوب غرب) نقله التلفزيون الحكومي مباشرة إن الغربيين «اخترعوا خرافة أن اليهود تعرضوا لمجزرة». وأضاف «إذا شكك احدهم في بلادهم بالله فإنهم لا يفعلون شيئاً، لكن إذا انكر أحد خرافة مجزرة اليهود تبدأ ابواق الصهاينة والحكومات التي تعمل لحسابهم بالزعيق». وقال الرئيس الإيراني موجهاً كلامه إلى الغربيين «إذا كان ما تقولونه صحيحاً من انكم قتلتم واحرقتم ستة ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية (...) إذا كنتم ارتكبتم هذه المجزرة فلماذا يكون على الفلسطينيين أن يدفعوا هم الثمن؟». وتابع «لماذا جئتم تحت ذريعة هذه المجزرة إلى قلب فلسطين والعالم الإسلامي؟ لماذا خلقتم هذا النظام الصهيوني المصطنع؟». وقال أحمدي نجاد إن «اقتراحنا هو التالي: قدموا قطعة من أرضكم في أوروبا أو الولاياتالمتحدة أو كندا أو الاسكا ليقيموا (اليهود) فيها دولتهم». وأضاف «كونوا على ثقة بأنكم إذا فعلتم ذلك فإن الشعب الإيراني لن يحتج عليكم بعد الآن وسيدعم قراركم». من جانبها عبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس عن أملها في أن تفتح تصريحات الرئيس محمود أحمدي نجاد حول محرقة اليهود «أعين العالم» على حقيقة النظام الإيراني و«تزيل الأوهام» بشأن هذا النظام. وقال المتحدث باسم الوزارة مارك ريغيف لوكالة فرانس برس «نأمل أن تفتح هذه التصريحات المتطرفة للرئيس الإيراني أعين الأسرة الدولية وتزيل كل الأوهام حول هذا النظام» - حسب قوله -. وأضاف أن «إسرائيل تذكر مجدداً بأن الملف النووي الإيراني يجب أن ينقل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مجلس الأمن الدولي» لفرض عقوبات على إيران. وأعلن الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لوكالة فرانس برس أن إسرائيل تملك الوسائل العسكرية للدفاع عن نفسها في وجه إيران. وقال رعنان غيسين «الحمد لله إسرائيل تملك الوسائل الكفيلة بإفشال نظام إيران المتطرف. لن يكون هناك - حل نهائي - جديد» في إشارة إلى المحرقة. وأضاف غيسين «نأمل أن يدرك العالم من خلال هذه التصريحات طبيعة هذا النظام خصوصاً أن البرنامج النووي الإيراني ودعم هذا البلد للإرهاب الدولي لا يشكل خطراً على إسرائيل وحدها بل على الحضارة الغربية برمتها». وشدد المتحدث على أن «إسرائيل هي الكيان الألفي للشعب اليهودي وستبقى كذلك إلى الأبد شاء الرئيس الإيراني أم أبى» - حسب قوله -. من جانبه دان الاتحاد الأوروبي أمس مجدداً «بدون لبس» تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حول إسرائيل، معتبراً انها لا تتناسب مع «جدال سياسي متحضر». وقال وزير الشؤون الأوروبية البريطاني دوغلاس الكسندر للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ أن «الرئاسة (البريطانية للاتحاد) كانت واضحة في إدانة تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد حول إسرائيل التي قال إنه يجب إزالتها من الخارطة ثم انكر محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية ودعا إلى نقل إسرائيل إلى أوروبا». وأضاف أن «هذه التصريحات غير مقبولة أبداً وندينها بدون تحفظ ولا مكان لها في نقاش سياسي متحضر».