بدأت زراعة الزيتون تزدهر في باكستان التي لم يألف سكانها في السابق استخدام الزيتون في غذائهم، وكذلك فإن غالبية الباكستانيين لم يتذوقوا طعم الزيتون في حياتهم لعدم توفره ضمن المواد الغذائية منذ القدم في بلد زراعي ينتج أفضل أنواع الخضروات والفواكه. ويعود سبب ذلك إلى عدم نمو اشجار الزيتون في المنطقة لأسباب عدة أهمها عدم وجود بيئة ومناخ مناسب لنموها سوى في مناطق محدودة. وفي الوقت نفسه فإن جميع الباكستانيين يعرفون الزيتون لورود اسمه في القرآن الكريم، وعادة ما يتداوون بزيت الزيتون المستورد من الخارج . ويستخدم زيتون الزيتون في باكستان لعلاج آلام المفاصل والشلل وغيره، إلا أنه لا يستخدم في الطعام أبداً، لأن غالبية الباكستانيين ينظرون إلى الزيتون أو زيته بأنه نبات مخصص للعلاج. وخلال السنوات الأخيرة اكتشف خبراء الزراعة في باكستان بأن بعض مناطق إقليم بلوشستان الجنوب الغربي من باكستان وإقليم خيبربختونخواه الشمال الغربي وإقليم البنجاب تتوفر فيها البيئة والمناخ المناسب لزراعة الزيتون وبدأوا يركزون على زراعة أشجار الزيتون في تلك المناطق ضمن الجهود التي تبذلها الحكومة الباكستانية لتطوير قطاع الزراعة، ورفع العائدات الاقتصادية من هذا القطاع، حيث تم زرع نحو 4 ملايين شجرة في إقليم خيبربختونخواه وحده بينما تعمل وزارة الزراعة الباكستانية حالياً على ابتكار تقنيات حديثة لتحسين نمو أشجار الزيتون للحصول على عائدات اقتصادية تصل إلى ملياري دولار سنوياً. وذلك بعد استيراد الشتلات من الخارج مع نشر برامج توعية عن كيفية إعداد الزيتون في الغذاء وكيفية تعليبه واستخراج زيته وتصديره إلى الخارج. وفي هذا الشأن كشف الدكتور ناصر تشيما المشرف على برنامج مشروع الزيتون في باكستان "لقد ابتكر علماء الزراعة في باكستان تقنيات حديثة لزراعة اشجار الزيتون في بعض مناطق أقاليم البنجاب وبلوشستان وخيبر بختونخواه، مما أدى إلى ارتفاع انتاج الزيتون بشكل مذهل، ونعمل حالياً على رفع حجم إنتاج قطاع الزيتون ليصل إلى ملياري دولار سنوياً". بدأ العمل على مشروع زراعة الزيتون في باكستان في عقد الثمانينات من القرن الماضي، ولكنه لم يرق إلى تحقيق الأهداف الاقتصادية المرجوة مما دفع خبراء الزراعة في باكستان خلال العقد الماضي إلى استيراد أنواع اقتصادية لاشجار الزيتون من دول منطقة البحر الأبيض المتوسط. من جانبه أوضح الدكتور عبد الصمد خان وهو خبير في برنامج تطوير زراعة اشجار الزيتون في باكستان حصلنا على أنواع جيدة لشجرة الزيتون من الدول المعروفة بإنتاج الزيتون كإسبانيا وإيطاليا وتونس، وأخضعناها لعدة تجارب حتى تمكنا من استخلاص النوع الأفضل والملائم من البيئة في باكستان للحصول على عائدات اقتصادية أفضل. وإلى جانب الفوائد الاقتصادية المغرية لزراعة اشجار الزيتون في باكستان تعمل وزارة الزراعة الباكستانية بالتعاون مع الجيش الباكستاني على دعم سكان منطقة القبائل المحاذية للحدود مع أفغانستان بتقنيات زراعة الزيتون كزراعة بديلة لزراعة نبات الأفيون ضمن مشروع القضاء على إنتاج المخدرات في تلك المناطق. وأضاف الدكتور ناصر تشيما المشرف على برنامج مشروع الزيتون "نعمل مع الجيش الباكستاني ضمن مشروع إعادة تأهيل النازحين من المناطق المتضررة بالإرهاب قرب الحدود مع أفغانستان على مساعدة السكان المحليين لاستبدال زراعات المخدرات بأشجار الزيتون نظراً للعائدات الاقتصادية المغرية للزيتون". ولا تقتصر منتجات الزيتون في باكستان على الزيتون وزيته فحسب بل طور الخبراء في باكستان منتجات أخرى تشتمل على مربى وعصير الزيتون والشاي المستخلص من ورق الزيتون ومنتجات أخرى على الطريقة الباكستانية. ويتوقع خبراء الزراعة في باكستان بأن تزدهر زراعة الزيتون في باكستان بدعم المؤسسات الحكومية نظراً للفوائد الاقتصادية المغرية لمحاصيل الزيتون ليحقق إنتاجه في باكستان الأهداف المرجوة. أشجار الزيتون عرفت طريقها إلى باكستان لتحل محل زراعات الأفيون