بثت القناة الأولى بالتلفزيون السعودي حلقتين من البرنامج الوثائقي لاعترافات عدد من الموقوفين في قضية الإرهاب. الحلقة الأولى أظهرت بعض الموقوفين وهم يسردون قصة استغلالهم بالأموال من قبل التنظيمات الجهادية ليقبلوا فكرة الانضمام لمعسكرات التدريب. وفي الحلقة الثانية سرد موقوفون آخرون كيف أن التنظيمات الجهادية في افغانستان حرضتهم في أواخر التسعينيات، على تنفيذ أعمال إرهابية داخل السعودية، انطلاقاً من أفكار تكفيرية. واستقطبت تلك التنظيمات أعداداً كبيرة من شباب الجزيرة العربية، وغرست في نفوسهم فكر التكفير، مستغلة حماستهم الدينية. وذكر بعض الموقوفين أنهم توجهوا الى أفغانستان لإعطاء دروس في المنهج الشرعي، قبل أن يطلب منهم التدريب على تنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي لا ينكر أحد بأنها جهود متميزة، سواء في القبض على هؤلاء الموقوفين أو في إقناعهم بالتراجع عن مواقفهم والإدلاء بشهاداتهم على شاشة التلفزيون، إلا أنني أتمنى على المسؤولين أن يوسعوا دائرة وصول هذه البرامج الوثائقية الى كل قطاعات الشباب في كافة مناطق المملكة، من مدن وقرى وهجر. فالشهادات التي يسردها هؤلاء الشباب ليست مجرد سواليف عن تجربة ماضية، إنها بيانات سياسية عن المخططات التي تخطط لها التنظيمات التكفيرية، وعن أدق التفاصيل التي نجحوا من خلالها في غسل أدمغة شريحة من شبابنا كانوا مقبلين على الحياة بروح السلام، فتحولوا الى قنابل موت ودمار. إنني أجزم بأن دور وزارة الداخلية ينتهي بالقبض على عناصر هذه الفئة والوصول بهم الى منطقة التراجع والاعتراف، وأن الدور المكمل لهذا الدور الكبير، هو دور مؤسسات الاعلام التي يجب ألا تقتصر مسؤوليتها على عرض هذه الوثائق في القناة الأولى. فهي وثائق بالغة الخطورة. على الإعلام المرئي بكل قنواته المحلية وبكل القنوات المحسوبة علينا والقنوات التي ندعمها، سواء إخبارية أو منوعة أو حتى فنية، أن تبث هذه الوثائق وأن تعقد جلسات تحليل لها وأن تستضيف الشباب من كل الاهتمامات ليعلقوا عليها، وعلى الإعلام المقروء والمسموع أن يفعل الشيء نفسه. يا ناس. المسألة مسألة حياة أو موت، فتحركوا. يا ناس إن لم تتحركوا اليوم للدفاع عن دينكم وشبابكم وبلادكم، فمتى تتحركون؟.