أنموذج آخر لعمل دؤوب وتواصل محموم وسباق إلى سوق الجنة واستنفار في طاقات العمل الخيري يضاف إلى نفحات لكثير من الرجال الذين يتسابقون ويسبقون إلى أعمال الخير في بلد الخير من أبناء هذه الأرض الطيبة المباركة وليس بآخرها تلك المبرة التي جاد بها إبنا المحسن الكبير: أحمد الفوزان (المتوفى سنة 1401ه - 1981م) الأخوان الفاضلان عبداللطيف ومحمد الفوزان وابن أخيهما سعد بن عبدالعزيز الفوزان حيث بلغ مجموع المبرتين أكثر من (عشرين مليون ريال) في تبرع سخي ليس بمستغرب على أبناء محافظة الزلفي الذين يؤكدون دوما وابداً صدق مواقفهم وجود عطائهم حتى صارت أسماؤهم تذكر وتشكر سيرة تتعطر بها المجالس كيف لا؟ وهم يساهمون في بناء قاعدة قيمية لقاعدة العمل الخيري دون مقدمات أو صخب وأنا هنا أقرر حقيقة ولا أمدح أحدا وأثبت عملاً لا قولاً لذلك الأنموذج الحي الذي يقدم العمل واقعاً ماثلاً يحتذى لأنني أعرف عن الأخوين المنفقين الكريمين انطوائية محتشمة فيما يقدمانه من أعمال الخير كانت ولا زالت فيما تقدمه محتسبة وجه الله والدار الآخرة وكم سعدت بتلك النفحة المباركة من ينابيع الخير لهذه الأسرة التواقة والتي ترجمت ذلك عمليا في تجسيد ذلك التبرع السخي وقد حدثني الوجيه محمد الفوزان بانه ايضا رصد مبلغاً يصل إلى عشرين مليون ريال لبناء مقر لمركز رعاية المعوقين بالمحافظة والذي سيرى النور قريباً وكلي أمل بمعالي وزير الشؤون الاجتماعية في تشغيل ذلك المركز بعد الانتهاء من تشييده، فالدولة هي خير معين في تشجيع كل عمل انساني خيري يصب في مصلحة أبنائها وخاصة من فئة المعاقين لذا فجميع أهالي محافظة الزلفي يناشدون معالي الوزير في أن يتم تشغيله فور الانتهاء منه، سائلين الله العلي القدير ان يجزل المثوبة والأجر للمحسنين من أبناء هذه المحافظة البررة الذين بروا بوالديهم وبوطنهم وبرهنوا على صدق انتمائهم لوطنهم ومسحوا على رأس اليتيم ورعوا الأرملة والمسكين والفقير.. ولقد كان في طوقي أن أتكلم عن هذين الرجلين وبما حباهما الله به من جميل السجايا والصفات وخاصة انني عرفت الوجيه محمد الفوزان منذ سنوات عديدة وجالسته وخبرته فوجدت منه رجولة يتعلم منها في تواضع وكرم ومروءة وعطاء فلا أجد الا أن يتملكني محبة وتقديراً ودعاء.