24 أبريل 2016 هو تاريخ جديد في عمر الاتفاق، أو هو بمثابة ولادة جديدة لهذا النادي العريق الذي أعلن فيه العودة من جديد إلى «دوري عبداللطيف جميل» بعد هبوطه قبل عامين، وهو الهبوط الذي شكل صدمة للوسط الرياضي عموماً وللاتفاقيين خصوصاً، باعتباره بمثابة جرح غائر في جسد «فارس الدهناء» بكل تاريخه وبطولاته. وما بين أبريل لهذا العام وأبريل 2014 مسافة طويلة من الآهات والأحزان والآلام، ففيها مر على الاتفاق من تحولات كثيرة قبل أن تنتهي الفصول بشلال من الفرح العارم بإعلان العودة إلى ساحة الكبار والأبطال بعد فوزه في آخر جولة من جولات دوري الدرجة الأولى على الطائي بنتيجة 2-1 بعد مباراة حملت سيناريوهات صعبة ومعقدة حتى أفضت إلى شاطئ الأمان حاملين معها بطاقة العبور الثانية. البداية في هذا الموسم بدأت حين تولى خالد الدبل إدارة النادي بعد تزكيته في 27 أغسطس 2015 وشكل مجلس إدارة جديد ضم في عضويته شباب أعمال المنطقة الشرقية، وحددت الإدارة الاتفاقية فور تسلمها زمام الأمور في النادي هدفاً أساسياً عملت على تحقيقه بكل طاقاتها وهو عودة الفريق الأول إلى مصاف أندية «عبداللطيف جميل للمحترفين»، فعاش بسبب الاستحقاق ضغوطاً كبيرة خصوصاً وأنهم تسلموا العمل الرسمي والدوري قد انطلقت منه ثلاث جولات، وهو ما جعل الأمور تتعقد حتى آخر دقيقة.نصيحة أمير المنطقة الشرقية كتبت وصفة الصعود الاتفاق يكتب صفحة جديدة ويعود إلى دوري الكبار يقول خالد الدبل: منذ تسلمنا زمام الأمور في الاتفاق كان هدفنا الرئيسي هو إعادة "فارس الدهناء" الى مكانه الطبيعي بين أقرانه الكبار من أندية المملكة، والعمل كان صعباً لأسباب كثيرة من أهمها صعوبة دوري الدرجة الأولى وما فيه من دهاليز معقدة. وأضاف: "الكل شريك في هذا الإنجاز أعضاء شرف ولاعبين وأجهزة فنية وإدارية والجماهير خصوصاً الأخيرة التي ساندت الفريق في مشواره طوال الموسم حتى وهو يدخل أحلك الظروف، وعلى الرغم من العقبات والتحديات التي واجهتنا إلا أننا بفضل الله تمكنا من التغلب عليها وكانت لدي الثقة بأن الله سيحقق أمانينا في نهاية المطاف ثمرة لعملنا والمجهود الذي قمنا به طيلة الفترة الماضية". وبارك الدبل لجماهير فريقه لافتاً إلى أنها أثبتت محبة ومكانة الاتفاق لديهم وقال: "لمسنا الفرحة بعودة الاتفاق وصعوده لدى الشارع الرياضي السعودي برمته، وإذا كنت أعد بشيء فأعد بعودة الفريق كما عرف في السابق قويا ومقارعا لبقية فرق المملكة". عاد الكبير بين الكبار وصف رئيس المجلس التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف عبدالرحمن البنعلي صعود فريقه الاتفاق وعودته الى "دوري عبداللطيف جميل" بالحلم الذي تحقق على يد رجال ضحوا بوقتهم ومالهم وجهدهم لخدمة الفريق وقال البنعلي: "نحمد الله على ما تحقق وأشكر كل من ساهم ودعم النادي عموما والفريق بوجه خاص طيلة الموسم من أعضاء الشرف الذين أصبحوا مضرب مثل للأندية الأخرى بما يقدمونه من دعم سواء كان معنويا أو ماديا". معتبرا وجود الاتفاق في دوري الدرجة الأولى ظلما للكيان الذي يعتبر بوابة للكرة السعودية في المنطقة الشرقية وصاحب باكورة الإنجازات الخارجية للفرق السعودية وقال: "الفترة المقبلة ستشهد عملا مكثفا من قبل الإدارة لتجهيز الفريق ل"دوري عبداللطيف جميل". الدبل: تجاوزنا التحديات بنجاح ونعد بمقارعة «الكبار» اشتقت لجميل أكد لاعب الوسط محمد كنو أن الفوز الذي تحقق على الطائي ونقل من خلاله الاتفاق إلى "الأضواء" جاء بمجهود الجميع سواء الإدارة أو المدرب ومساعديه ومساندة جماهيرية طاغية وقال: الإعاد النفسي والإداري وذكاء المدرب جميل وروح اللاعبين وعزيمتهم كانت وراء الفوز ومنحنا نقاط المباراة وبطاقة التأهل. وبين كنو انه وزملاؤه اللاعبون قدمو مباراة كبيرة على الرغم من الضغوطات الصعبة التي تصعبت مع ضياع ضربة الجزاء وقال: "أبارك لكل الاتفاقيين عودة فريقهم وكم أنا مشتاق للعب في الأضواء بعد أن ذقت حلاوة اللعب قبل عامين. الحبيب والهدف الأغلى أكد اللاعب حسن الحبيب صاحب الهدف الثاني في شباك الطائي الذي صعد بفريقه أن هدف الفوز يعتبر الأغلى في مسيرته الرياضية، موضحاً أن تألقه يعود لتعاون زملائه معه ولم يأت إلا بمجهود جميع اللاعبين وقال: "صعود الاتفاق من أهم الانتصارات التي تحققت في مسيرته، كانت لدينا ثقة بأننا قادرون على الفوز في المباراة وقد ساعدنا على ذلك تسجيل الفريق للهدف المبكر والذي ساهم في ارتفاع روح اللاعبين وكان من الممكن الحسم باكرا لو وفق ريكاردينو من تسجيل ركلة الجزاء ولكن الحمد لله استطعنا الفوز في النهاية وصعد الفريق. وشكر الحبيب إدارة النادي على ما بذلته من جهد ودعم طيلة الموسم إذ لم نخيب ظنها إذ حققنا الهدف المرسوم من قبل إدارة النادي. 100 ألف ريال لكل لاعب قررت إدارة الاتفاق صرف مكافأة للاعبين بواقع 100 ألف ريال لكل لاعب نظير الإنجاز الذي تحقق وصعود الفريق، ومن المنتظر أن يقيم النادي احتفالية كبرى بمناسبة الصعود بمقره خلال الأيام المقبلة. نصيحة العودة يُعرَف عن أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف أنه رياضي حقيقي إذ كان نائباً للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد في بداية الثمانينيات، إلى جانب علاقته الخاصة جداً مع الراحل عبدالله الدبل، وحين استقباله لإدارة الاتفاق برئاسة خالد الدبل بعد تزكيتها استمعوا لجملة من النصائح المهمة منه، وقبل أن ينتهي اللقاء أكد له الدبل بأن الزيارة المقبلة ستكون لإهدائه بطاقة الصعود، فإذا بالأمير سعود يقطع حديثه مطالباً إياه بعدم تقديم وعود بالنتائج لأنه ستكون ملزمة، مطالباً إياه بأن يعده بالعمل والاجتهاد والحرص على تحقيق النجاح، والنتائج ستأتي طواعية من تلقاء نفسها، وهو ما وعده به الدبل مقدماً شكره على تلك النصيحة. وبالفعل تحقق الصعود بالعمل، وكان سعود بن نايف أكثر السعداء بالإنجاز حينما غرد عبر حساب إمارة المنطقة الشرقية في "تويتر" مباركاً للإدارة الاتفاقية، قبل أن يتداخل فضائياً عبر برنامج "أكشن يا دوري" ليقدم التهنئة والشكر للدبل وإدارته. مواصفات الرئيس من يعرف خالد الدبل عن قرب يعرف عنه أنه إضافة إلى جملة مميزات يمتلكها فإنه يتمتع بصفة بارزة وهي الجسارة، ولعل ذلك ما دفعه لقبول التحدي للترشح لرئاسة النادي، والكل في الوسط الرياضي يعرف ماذا يعني الترشح في قبالة رئيس بحجم عبدالعزيز الدوسري بكل ثقله الرياضي، لذلك اعتقد البعض أنه سيسقط في سباق الانتخابات لا محالة، لكن تحديه وإصراره على بلوغ هدفه جعله ينجح في جعل الكثيرين يؤمنون بمشروع "الاتفاق الجديد" الذي قدمه وقدم معه عدد من الشباب المتسلحين بالشهادات العليا والناجحين تجارياً ليقودهم تحديدهم لتسجيل سابقة تاريخية في الرياضة السعودية بالدخول في أكبر جمعية عمومية إذ بلغ عدد أعضائها أكثر من عشرة آلاف نصبوه رئيساً للنادي الشرقاوي الكبير. مهندّس الصعود لم يكن قرار إدارة الاتفاق بالتخلي عن المدرب الألماني ستامب بعد التعادل في الجولة 14 مع الوطني في الوقت الضائع والتي أكدت على بقاء مسلسل التفريط بالنقاط مفتوحاً أمراً سهلاً، خصوصاً وأن التعاقد مع المدرب الألماني جاء وفق خطه استراتيجية طويلة المدى؛ لكن كان الأفق يضيق على الاتفاقيين بالقدرة على الصعود خصوصاً مع بلوغه المركز التاسع في سلم المنافسة، وهو استلزم المغامرة فكان قرار التعاقد مع التونسي جميل قاسم الذي كان للتو قد أقيل من القادسية، فكانت الموافقة، وعلى الرغم من حضور قاسم إلا أن النتائج لم تتحسن سريعاً إذ لم يبدأ التعرف بعد على الفريق واستمر نزف النقاط، لكنه سرعان ما حدد مطالبه بنهاية الدور الأول، إذ طالب ببعض الاستقطابات على مستوى اللاعبين وإقامة معسكر خارجي، فكان له ما أراد إذ تم التعاقد مع البرازيلي ريكاردينيو واستعارة اللاعبين سعيد الربيعي من الأهلي وعبدالعزيز المنصور من الوحدة وعبدالرحمن الشمري من النصر وشراء عقد مرعي المقعدي من الحوم، وإقامة معسكر في الدوحة لينطلق قطار الفريق بعدها من دون تعطل إذ لم يخسر أي مباراة في الدوري الثاني حتى تحقق الحلم. رجل المرحلة حين راهن رئيس المجلس التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف عبدالرحمن البنعلي على الشباب في إحداث التغيير في الاتفاق ودعم مشروع الدبل في تسلم رئاسة النادي، اعتبره البعض معول هدم في الاتفاق، إذ لم يتصوروا لحظة أن يخرج من بين الشرفيين من يطالب الرئيس عبدالعزيز الدوسري بالاستقالة، لكن البنعلي فعل ذلك، بل وراهن على مشروع الاتفاق الجديد والعاملين فيه حتى في أحلك الظروف التي مرت بها الانتحابات، بل وراهن عليهم بعد فوزهم بإدارة النادي، فكان الداعم الممول والسند القوي، وعلى الرغم من قيامه بكل ذلك إلا أنه فضل أن يبقى بعيداً عن الأضواء لإيمانه أن المعني بأمر النادي أولاً وأخيراً هو مجلس الإدارة الذي منح ثقة الاتفاقيين. المفارقة في الأمر أن ثمة من المؤمنين بالمشروع انتكسوا وهم يشاهدون الفريق في المركز التاسع، وعلى العكس من ذلك كان البنعلي الذي ظل يدعم حتى اللحظات الأخيرة. رئيس الاتفاق «الجديد» واحتفائية بالصعود نجوم «الصعود» يحيّون جماهيرهم جميل بلقاسم قاد الاتفاق في الرحلة الصعبة نجم الفريق محمد كنو الاتفاقيون يقطعون تورتة الصعود (عدسة/ عمار الملحم) عبدالرحمن البنعلي فرحاً بالعودة