تظاهر أكثر من ألف فلسطيني، مسيحيون ومسلمون وبينهم متضامنون أجانب وإسرائيليون، في قرية عابود شمال القدس يتقدمهم بطريرك اللاتين في القدس والأراضي الفلسطينية ميشيل صباح احتجاجاً على الجدار التوسعي الذي تبنيه (إسرائيل) في الضفة الغربيةالمحتلة. وأقام البطريرك صباح صلاة خاصة في كنيسة قرية عابود القريبة من مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، قبل الانطلاق في المسيرة، حيث قال للمصلين «بإيماننا ومحبتنا نطالب بإزالة هذا السور وعدم بنائه، ونقول إنه خطأ وخطأ كبير يسيء للعلاقة بين الشعبين» الفلسطيني والإسرائيلي. وقال صباح «نحن بحاجة إلى جسور وليس إلى أسوار، لأن الأسوار مضرة وشرور لنا». وتنوي (إسرائيل) بناء جدار فاصل على الجهة الغربية من اراضي قرية عابود، ما يعني مصادرة أكثر من 4 آلاف دونم من اراضي القرية (400 هكتار). وقال صباح «نطلب من الله أن يرد الأرض لنا ويرد المودة إلى قلوب الجميع، فهذا الجدار يفرق ويغذي الكراهية والبغضاء ومن ثم يؤدي إلى القتل والعنف، لذلك فإن من يبنونه مخطئون». وتقدم صباح وممثلون عن الفصائل الفلسطينية المختلفة، المسيرة التي سارت باتجاه موقع الحفر على بعد كيلومترين إلى الغرب من القرية، حيث حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بجدار الفصل. ويبلغ عدد سكان عابود حوالي 2100 نسمة، ينقسمون مناصفة بين مسيحيين ومسلمين. وقام صباح ومتظاهرون آخرون بزراعة اشتال زيتون في المنطقة المنوي إقامة الجدار عليها، وسط حضور كثيف للجيش الإسرائيلي. وقال صباح للصحافيين « نحن هنا اليوم مسيحيين ومسلمين وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، نسير في هذه المسيرة لنسمع العالم وإسرائيل أن مصادرة الأراضي هذه لا سبب لها، وأن هذا السور لا يوفر لإسرائيل ولا لأحد الأمن». وأضاف «جئنا لنشارك أصحاب هذه الأراض همومهم. الحق الفلسطيني يجب أن لا يضيع والكل يجب أن يطالب بحقه». من جهته، قال رئيس المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي الذي شارك إلى جانب صباح أن «مشاركة البطريرك إنما هي تعبير عن الدور البارز للكنائس المسيحية إلى جانب رجال الدين المسلمين في وحدة تعبر عن تلاحم الشعب الفلسطيني ضد الجدار وضد الاحتلال».