هناك خبران مضحكان (مبكيان) في آن واحد نشرتهما الصحف بالأمس. فالأول يتعلق بسرقة مديرية الشؤون الصحية بحفر الباطن (!!) إذ تمكن «مجهولون» من الدخول عن طريق الجهة الخلفية للمبنى من الشارع الى مكتب الشؤون الصحية والعبث بالمكاتب الداخلية وتكسير بعض الابواب الداخلية وتمزيق بعض الاوراق (!!) وذكر مصدر - حسب الزميلة الوطن - ان السارقين بعد ان كسروا الباب للمدخل لم يجدوا اشياء ثمينة!! او سرقة اشياء مهمة.. (إه). ? ? اما الخبر الثاني فيقول ان اربعة «مجهولين» اقتحموا المركز الانتخابي رقم (91) داخل احدى المدارس الثانوية بحي النظيم شرق الرياض حيث حطموا باب المدرسة ودخلوا بسيارتهم و (فحطوا) داخل الفناء (!!) ولم يتمكنوا من سرقة اي من محتويات المركز.. ورجح مدير المدرسة ان يكون الهدف من الاقتحام هو سرقة اجهزة التكييف من المدرسة او اجهزة الحاسب الآلي التابعة للمركز(!!). ? ? هذان الخبران يذكرانني بمشهد لن ينمحي من الذاكرة لأنه يجسد الانتهازية والعبثية. بل والسفه المحض. إذ أذكر انه في مساء يوم 2/8/0991 وفي ساحة الحي الشعبي الذي كنت أقطنه في الكويت وفيما الناس مذهولة بصاعقة الغزو وصدمته الهائلة والناس آنذاك تبحث عن قتلاها وجرحاها وتتفقد كل عائلة افرادها كنت أقف وجاران عزيزان لي في ساحة الحارة نتفقد الاصحاب والجيران ونسمع ولولات النساء اللواتي لم يعد ازواجهن او ابناؤهن من معسكراتهم بعد احتلال اغلب المعسكرات فجأة سمعنا دوياً هائلاً واندفع مجموعة من (الرعاع) الى فرع الجمعية التعاونية في الحي وكسروا الباب ونهبوا محتويات الجمعية من المواد الغذائية والملابس النسائية التي كان يعلقها الخياط وصناديق الخضار فأخذ احدنا يطلق الرصاص في الهواء لترهيب الرعاع الانتهازيين ولكنه لم يفلح في تفريقهم. وكانوا يتجهون من كل صوب كل واحد منهم يتأبط شيئاً، فهذا يحمل صندوقاً من الطماطم وذاك يحمل كرتوناً من الجبن وثالث يحمل فستاناً لربما كان معداً لعروس تنتظر. وحينما كادت ان تنتهي عملية النهب رأينا عجوزاً (حيزبوناً) تدفع أمامها كرسي الحلاق!! ساعتها ضحكنا من الألم اذ انه لم يتصور احدنا ماذا بمقدور هذه (الحيزبون) الانتهازية ان تستفيد من كرسي الحلاق؟! فقال لها احدنا: إن شاء الله ان هذا هو كل (فودك) من الدنيا!! ولكن بإذن الله سوف نسألك عنه حينما تستقر الامور. ولكن العجوز إياها ماتت قبل تحرير الكويت ولم يسألها أحد. ? ? كل ما اسلفناه بودنا ان نسأل من خلاله. ماذا يريد هؤلاء (المجهولون) من اوراق الشؤون الصحية او المركز الانتخابي؟.. تماماً كما تساءلنا ماذا تريد العجوز من ذلك الكرسي .. أليس ذلك هو العبث والسفه؟.