الأستاذ حماد السالمي شخصية معروفة على المستوى الإعلامي والثقافي في المملكة، وفي هذه الأسطر سأركز حديثي على تناغم مقولات حماد وسلوكه الثقافي. عشق حماد الطائف واستحضرها تاريخاً وروج لها حاضراً، وأحب من يخدمها ومن يرعون تاريخها. استقطرها من مدونات المؤرخين، والعابرين، ومن تباريح الشعراء، وسعى على قدميه يدون ويصور بعدساته؛ فضم المسميات إلى بعضها، يضم معلومات الموقع التاريخي إلى الكيان القائم في فضاء المكان وحيزه الماثل، جاء ذلك في مثل مؤلفه الضخم (المعجم الجغرافي لمحافظة الطائف) وفي مثل مؤلفه (الشوق الطائف في قطرالطائف) ومؤلفه (الطائف في مرآة النثر) وأخيراً مؤلفه (الطائف في شذرات الغزاوي). حفل بكل من له في تاريخ الطائف علامة ومساحة، فالجاسر، وعبدالله بن خميس، والبلادي، وناصر الحارثي، والقصيبي لهم مساحات في مؤلفاته ومجلسه، ولما حل بالطائف الأديب العراقي يوسف عزالدين لم يغفل عنه حماد وعمل على الإفادة من التاريخ والأدب الذي كان يتحرك به الرجل، ودوّن ذلك في مؤلفات خاصة. إيوان حماد السالمي عمل على أن يكون مرآة لمكان محافظة الطائف تاريخاً ومكاناً، ومكان ضوء لرجالها ومراجعة علمية ومسامرات أدبية لتاريخها وحضورها في الحضارة والتنمية. اهتمام السالمي بالطائف جزء من اهتمامه بوطنه وبتاريخه ورجاله، ومكانهم الثقافي، يشهد بذلك كتابه (السعوديون في الرسالة). وفي مستوى من الوعي سجل السالمي لحظات التقاط لإرادات السروريين عبر كتابيه (الفتنة النائمة)، (الفتنة لم تعد نائمة).